السبت، 13 ديسمبر 2014

في رثاء الشيخ الجمري






ورحل الجمري



قصيدة رثاء في حق أستاذي ومعلمي الكبير العلامة الشيخ عبدالأمير منصور الجمري قدس الله نفسه والذي طالما تعلمت منه ونهلت من أدبه وصبره فسلام على روحه الطاهرة





ترجّل فارسٌ وقضى هزبرُ* فأعولَ عندَهُ بيضٌ وسمرُ
وما انفردت عيوني في بكاها* وهذي أعين الباكين كثْرُ
قضى الجمريُّ يابحرينُ فاْبكي* فما بعدَ الفراقِ يُعزُّ صبرُ
قضى شيخُ الصمودِ فأي كسرٍ* له من بعد هذا اليوم جبرُ
فوا أسفا عليك أبا جميلٍ* رحلت وأنت في النبضات ذكرُ
رحلت فأعولتْ حزناً أوالٌ* وأنت لأرضها الإبنُ الأبرُّ
غدت تبكي النخيلُ وأنت فيها* عروقُ الصبرِ والسعفاتُ صفرُ
بكاكَ البحرُ والأمواجُ تنعى* وما ألهاهُما  مدٌ وجزْرُ
وأنت بقعره صدفٌ تخفّى* بكامن روحه للشعب درُّ
وروحُك نورسٌ قد صفّ  يرنو* شواطئنا وفي عينيه فجرُ
وأنت الشاعر الغرّيدُ تروي* حكاياتِ الهوى والقلبُ جمرُ
هما بحران في البحرين لكن* بكفّك سال للأمجاد بحرُ
فلا واللهِ لاتنساكَ أرضٌ* طُبعت بها ونهجُكَ مستمرُّ
ولاتنساك آلامُ الثكالى* وشعبٌ مسّـهُ ظلمٌ وقهرُ
وما السبعُ العجافُ عليكَ تُنسى* وسجّانٌ غشومٌ مكفهرُّ
وماكان العزيزُ بها عزيزاً* ولكن غرّهُ تيهٌ وكِبْرُ
ومن جدران سجنك قافياتٌ* تلقننا الحياةَ فأنتَ حرُّ
أضأت الدربَ ياجمريُّ فينا* فكلُّ لسانِنا مولايَ شُكرُ
وداعاً أيها الشيخ المفدّى* طواها صفحة الأمجاد عمْرُ
فأنت بنا مع الأجيال تبقى* عظيماً  كل ما نحكيه فخرُ
أراد الله بالإنسان أمراً * ولايعصى لرب الناس أمرُ
      


ألقيتها في أيام وفاته قدس الله سره