الثلاثاء، 9 ديسمبر 2014

رثاء العلامة الشيخ أحمد بن خلف العصفور

يانسمة الرحيل





يا راحلَ الأمس هلْ يأتي النسيمُ غدا* هلاّ مَددتَ لنا بعدَ الفراقِ يدا
عُدنا للقياكَ نستافُ الهوى قصصاً* كي ترسل الحبَّ من معناك متقدا
كي تزرعَ الوردَ في أشلائنا أملاً* من هاهنا أو هنا تروي الضما مددا
قفَّيتُ حزنكَ والآلام تعبرُ بي * تطوي المسافات والأزمان دون مدى
هل كانَ صوتك في جدرانِ مسمعنا* أم كانَ ذلك يامولايَ رجعَ صدى
أمْ ذا كميلٌ تراءى عبرَ جمعتهِ * ومن رفاتِ ليالٍ يجمعُ الجسدا
حتى يحشِّدَ تاريخاً بعبرتهِ * وفوقَ تربةِ عاشوراء قد سجدَ
هذا نقاءُ بياضِ الشيبِ خالطهُ * نورٌ وحلمٌ وحبٌ صادقٌ وهدى
حتى تراهُ بحبِ المرتضى امتزجتْ * آفاقُهُ بعليٍ دائماً أبدا
فاختارهُ اللهُ في يوم الغدير وقدْ * كانَ اللواءُ لتلكَ البيعةِ انعقدَ
أمْ كانَ في نجفِ الكرار مُنطبعاً * منهُ الهوى ولهذا نحوها صعدَ
عالي وطابَ ثراها أن يكون بها* قبرٌ حَواكَ ولكن رأسها فُقِدَ
وهي التي كنتَ في أفيائها أملاً * طفلاً وكانتَ لكم ياشيخَنا بلدا
هذي خطاك على  هذا الثرى انطبعتْ * بينَ السنينِ وكنتَ الأرضَ والوتدا
واليوم جامعها يبكي بحسرتهِ * إذْ كنتَ يوماً على المحرابِ مستندا
أطوارُ نعيكَ مازالت تئنُ بنا * إذْ للمنابرِ كنتَ الفارسَ الأسدَ
تبكي الحسينَ لذا أيقنتُ أنَّ لهُ * روحي وأرواح كل العالمينَ فدا
فاهنأْ بنومكَ ياشيخَ المنابرِ في * حبِ النبي لتنعى سيدَ الشهدا
إذْ أنتَ مازلتَ مشمولاً بعالمهِ * وكفهُ عندما تسقيكَ كفُّ  ندى


تمت في 12 صفر 1436ه, وألقيتها في تأبين الشيخ الذي أقيم قرية عالي في مأتم الحاج حسن العالي