يا راحلَ الأمس
هلْ يأتي النسيمُ غدا* هلاّ مَددتَ لنا
بعدَ الفراقِ يدا
عُدنا للقياكَ
نستافُ الهوى قصصاً* كي ترسل الحبَّ
من معناك متقدا
كي تزرعَ الوردَ
في أشلائنا أملاً* من هاهنا أو هنا
تروي الضما مددا
قفَّيتُ حزنكَ
والآلام تعبرُ بي * تطوي المسافات والأزمان
دون مدى
هل كانَ صوتك
في جدرانِ مسمعنا* أم كانَ ذلك يامولايَ
رجعَ صدى
أمْ ذا كميلٌ
تراءى عبرَ جمعتهِ * ومن رفاتِ ليالٍ
يجمعُ الجسدا
حتى يحشِّدَ
تاريخاً بعبرتهِ * وفوقَ تربةِ عاشوراء
قد سجدَ
هذا نقاءُ
بياضِ الشيبِ خالطهُ * نورٌ وحلمٌ وحبٌ
صادقٌ وهدى
حتى تراهُ
بحبِ المرتضى امتزجتْ * آفاقُهُ بعليٍ دائماً أبدا
فاختارهُ اللهُ
في يوم الغدير وقدْ * كانَ اللواءُ لتلكَ البيعةِ انعقدَ
أمْ كانَ في
نجفِ الكرار مُنطبعاً * منهُ الهوى ولهذا نحوها صعدَ
عالي وطابَ
ثراها أن يكون بها* قبرٌ حَواكَ ولكن رأسها فُقِدَ
وهي التي كنتَ
في أفيائها أملاً * طفلاً وكانتَ لكم
ياشيخَنا بلدا
هذي خطاك على هذا الثرى انطبعتْ * بينَ السنينِ وكنتَ الأرضَ
والوتدا
واليوم جامعها
يبكي بحسرتهِ * إذْ كنتَ يوماً على المحرابِ مستندا
أطوارُ نعيكَ
مازالت تئنُ بنا * إذْ للمنابرِ كنتَ
الفارسَ الأسدَ
تبكي الحسينَ
لذا أيقنتُ أنَّ لهُ * روحي وأرواح كل
العالمينَ فدا
فاهنأْ بنومكَ
ياشيخَ المنابرِ في * حبِ النبي لتنعى
سيدَ الشهدا
إذْ أنتَ مازلتَ
مشمولاً بعالمهِ * وكفهُ عندما تسقيكَ
كفُّ ندى
تمت في 12
صفر 1436ه, وألقيتها في تأبين الشيخ الذي أقيم قرية عالي في مأتم الحاج حسن العالي