نبذة تعريفية :
الحنينية ، عين ماء- بئر- ،و واد يقع في الرفاعين من جهة الرفاع الشرقي واسم لموقعة أيضاً . وتعتبر عين الحنينية إحدى أشهر عيون الماء في البحرين فهي تأتي بعد عين عذاري ، وقصّاري من حيث الشهرة ، وإحدى ثلاث عيون مشهورة في تلك الناحية وهي عين أم غويفة وعين العتيقة ، وكان ماؤها عذب بحيث يضرب فيه المثل لشدة عذوبته في البحرين فيقال ( كأنه ماي حنيني ) ويمكن أن يقال أن ماءها من أعذب مياه البحرين . وأما الوادي المجاور لها من جهة الجنوب وتطل عليه قلعة الرفاع فهو واد جميل إلا أنه يعتبر من المناطق الممنوعة تقريباً ولا يحتوي هذا الوادي على أي مواقع أثرية بحسب المسح الذي أجرته الكثير من البعثات في البحرين وهو واد صحراوي تكثر فيه أشجار العوسج ولا يرتاده إلا القليل سوى القاطنين في الرفاع . ويضم بعض المنشآت النفطية وناد رياضي .
الحنينية ، عين ماء- بئر- ،و واد يقع في الرفاعين من جهة الرفاع الشرقي واسم لموقعة أيضاً . وتعتبر عين الحنينية إحدى أشهر عيون الماء في البحرين فهي تأتي بعد عين عذاري ، وقصّاري من حيث الشهرة ، وإحدى ثلاث عيون مشهورة في تلك الناحية وهي عين أم غويفة وعين العتيقة ، وكان ماؤها عذب بحيث يضرب فيه المثل لشدة عذوبته في البحرين فيقال ( كأنه ماي حنيني ) ويمكن أن يقال أن ماءها من أعذب مياه البحرين . وأما الوادي المجاور لها من جهة الجنوب وتطل عليه قلعة الرفاع فهو واد جميل إلا أنه يعتبر من المناطق الممنوعة تقريباً ولا يحتوي هذا الوادي على أي مواقع أثرية بحسب المسح الذي أجرته الكثير من البعثات في البحرين وهو واد صحراوي تكثر فيه أشجار العوسج ولا يرتاده إلا القليل سوى القاطنين في الرفاع . ويضم بعض المنشآت النفطية وناد رياضي .
الماء الحنيني في ذاكرة المنامة :
حكى لي أكثر من رجل من كبار السن ان جماعة من العمانيين وبعض القاطنين في الرفاع كان يمتهن مهنة نقل الماء والمعروف قديماً بالسقّاي ، وكانوا يحملونه على البغال والحمير ليوصلوه لأهل المنامة وكان المشرب المفضل عند علية القوم وحتى بقية الناس لكونه أعذب مياه البحرين
في كتب التاريخ والمصادر :
1- لعل أقدم مصدر ذكر هذه العين في المصادر التاريخية يرجع للعام 1604م للرحالة البرتغالي [ بيدرو تنهسيرا] حيث يقول في وصفه للبحرين : ( وتوجد آبار في البحرين ولكن أغلبها ليس عذباً ، ومع ذلك يصلح ماؤها للشرب ، وأحسن هذه الآبار الحنينية ، وهذا البئر عميق ويقع في وسط الجزيرة ، وتأتي بعده في الجودة تلك الينابيع التي تتواجد تحت سطح البحر .. ) ويلاحظ على كلامه حصره عين الحنينية كأفضل ماء عذب في بر البحرين وهذا الكلام صحيح حيث كان هذا الماء يطلب ويصل حتى أهل المنامة فإن العوائل المرفهة منهم يجعلونه منهلهم الأول . ولا شك إن بئر الحنينية أو عين الحنينية تعود لتاريخ أقدم من هذه السنوات بكثير فلهذه العين وجود قبل قدوم الأسرة الخليفية للرفاع واستيطانهم فيها .
2- وذكرها النبهاني في كتابه [ التحفة النبهانية ] في ذكره للمدينة الرابعة _ بحسب تصنيفه _ وهي الرفاع فقال مانصّه : ( وشرب أهله من أربعة آبار ثلاثة منها جهة الجنوب في الروضة ، وهي من حفر الأقدمين ، والرابعة جهة الشمال وتسمى الحنينية المشهورة بالعذوبة ، والآمر بحفرها الشيخ سلمان بن أحمد _ المذكور _ ( ابن احمد الفاتح ) وعمقها نحو ثمانية أبوع . وأوقف عليها نخلاً لتعميرها ولإظهار الماء منها إلى بركة بحذائها لتستقي منها النساء والفقراء ) .
وذكر في موضع آخر مانصّه : [ وجعل الشيخ سلمان بلدة الرفاع قصبة حكمه وحفر غربي القلعة المذكورة البئر المشهورة ( بالحنينية ) ... ]
الملاحظات على كلامه :
ويلاحظ من هذا الكلام بعض الأمور المهمة وهي :
- إن في الرفاع أربع عيون ماء
- يذكر أن ثلاث من العيون كانت قد حفرها الأقدمون
- يذكر أن عين الحنينية المعروفة قد حفرها الشيخ سلمان بن الشيخ أحمد ، وهذا لا يصح حيث ورد في التقرير السابق الذي ذكرناه أن هذه العين موجودة قبل نزول آل خليفة للبحرين واستيطانهم فيها فقد كانت هذه العين بدرجة من الشهرة لعذوبة مائها ، بحيث ذكرها ( بيدرو تنهسيرا ) في كلامه عن البحرين ، كأبرز عيون الماء في جزيرة البحرين وإلا فالرفاع لم تكن بتلك الشهرة قبل نزول آل خليفة فيها . فكلامه من إن الشيخ سلمان هو الذي حفرها غير صحيح نعم ربما أمر بإصلاح شأن هذه العين لأهميتها بالنسبة للقاطنين في الرفاع ومن حولها . ونفس كلام النبهاني نقله التاجر في كتابه عقد اللآل دون تعليق أو إضافة . ومن ناحية أخرى لا ننسى ان هذه القلعة _ قلعة الرفاع _ هي أقدم من زمن دخول آل خليفة البحرين وبالتالي فالحاجة للماء كانت اقدم بالنسبة لقلعة محصنة فقدم القلعة التي بنيت زمن فرير بن رحال ينبئ عن ان البئر او العين اقدم تاريخياً .
ثم إن التقرير السابق كان في مطلع القرن السابع عشر ، واستقرار الشيخ سلمان بن أحمد في الرفاع كان في القرن التاسع عشر فلاحظ الفرق بين الفترة الزمنية بين الطرفين ولا غرابة فإن صاحب التحفة النبهانية ليس من أهل البحرين وقد دوّن ما أملي عليه دون تحقيق واطلاع .
تعليق ورد في مجلة الوثيقة :
وتحت هذا العنوان وكلام النبهاني لا يفوتني أن أنقل ماجاء في مجلة الوثيقة العدد 55 للعام 2009م / للدكتور علي أبا حسين حول هذه النقطة في كلامه عن الرفاع الشرقي : ( وفيها عين الحنينية ، وماؤها عذب ، وهي عميقة ، وأوقفت هذه العين على جميع الناس وكانت النساء يرتدنها ويسبحن فيها ، ويشرب منها الفقراء .) .
ويلاحظ في كلامه أن عين الحنينية كانت موقوفة ، فلعل الواقف هو الذي قام باستصلاحها على نفقته بعد أن كانت موجودة في الأصل وقام بوقف النخيل على إصلاحها وبالتالي قام بوقف هذا المشروع برمته وإلا فلا وجه للوقفية فيما لايملك ( لأن الوقف فرع الملكية والتصرف ناشئ من قاعدة السلطنة الفقهية ) ، وإلا فكيف يوجه كلام صاحب التحفة النبهانية .
والمستفاد بحسب نقل الدكتور أبا حسين الذي بلا شك أنه اطلع على الوقفية أو نقلها من مصدر موثوق فالدكتور هو الذي يدير قسم الوثائق التاريخية منذ سنوات . نقول أن المستفاد أن عين الحنينية هي وقف لهذا الشعب وللناس جميعاً وليست ملكاً لأحد .
3- وذكرها في قلائد النحرين ، ناصر الخيري ( المتوفى 1925م ) مستطرداً في ضمن حديثه عن الرفاع الشرقي فقال : وبها أبيار ماء الحنيني المشهور بعذوبته ) ولا فرق بين البئر والعين فالمقصود واحد ، ولكن الغريب تعبيره بصفة الجمع في كلمة أبيار ، وربما من باب تغليب عين الحنينية بإسم الوادي الذي لا يبعد أن يكون بالقرب منها غيرها فيأخذون اسمها تغليباً .
4- وذكرها أيضاً الشيخ إبراهيم المبارك في كتابه ( ماضي البحرين وحاضرها ) في ذكر الرفاع الشرقي قال : وفي الرفاعين الحنينية الشهيرة وهما عينان عذبتان ليس في البحرين ولا غيرها من الينابيع الطبيعية عذوبتهما بل هما وماء المطر سيّان .
إقامة متنزه الحنينية :
لقد ضلت عين الحنينية لسنوات طويلة تقدر بأكثر من خمسة عشر عاماً من عامنا هذا 2010م مغلقة ومحاطة بحيث لا يصل لها أحد ،علامة على كونها من الأملاك الخاصة ، وقد شربنا من مائها إلى حوالي أواخر الثمانينات من القرن الماضي حيث كانت متاحة للناس يملؤون منها ما يشاؤون ، ثم أحيطت بسور وبعدها لا نعلم مالأمر ، إلى أن قرأت في جريدة الوطن عن فكرة مشروع إعادة تأهيل العين وقد جاء في الخبر مايلي : أشار رئيس بلدي الجنوبية علي المهندي إلى بدء العمل فعلياً على إعادة تأهيل عين الحنينية وعين أم غويفه والعين العتيقة بالتعاون مع وزارة شئون البلديات والزراعة، حيث من المرجح أن تصبح تلك العيون واجهة سياحية هامة في ديسمبر المقبل تزامناً مع احتفالات البلاد بعيد جلوس جلالة الملك والعيد الوطني. وقال المهندي إن ''تلك العيون الواقعة في وادي الحنينية والرفاع الغربي تعد من العيون التراثية القديمة التي كانت مقصداً لجلب المياه العذبة وتزويد المنازل القريبة والبعيدة، والتي لا تزال تنبع بالمياه العذبة بالرغم من الإهمال التي تعرضت له خلال السنوات الماضية، الأمر الذي سيسهل عملية إعادة تأهيل تلك العيون. وفيما يتعلق بمراحل التأهيل، نوّه المهندي بقيام المجلس البلدي بالتعاون مع وزارة البلديات والمقاول المختص بالمشروع بتصميم خرائط لتنفيذ المشروع وبالشكل القديم لتلك العيون وبما يترجم رغبة جميع المعنيين في تأهيل وترميم تلك العيون دون المساس بتصاميمها الأصلية. وأضاف أن ''المجلس البلدي بالمنطقة الجنوبية حريص على إتمام هذا العمل في وقت قريب والعمل سيتواصل مع المناطق المحيطة بالعيون من حيث تجميلها وإعادة إحيائها بحيث تصبح واجهه ومعالم سياحية هامة في المنطقة الجنوبية''.
بين الوادي والعين معركة الحنينية :
ذكرت في بداية تعريفي بالحنينية أنها بئر أو عين وقد تحدثت عنها ، وهي كذلك واد يقع غربي الرفاع الشرقي ويمتد حتى تخوم سافرة من جهة الغرب ومن جهة الجنوب يمتد بالممشى الجديد وفيه بعض المنشئات النفطية والأنابيب ويرتاده بعض المتنفذين كما أسلفنا ، إلا أن القلعة عند فئة من الناس تعرف أيضاً بقلعة الحنينية نسبة للواد ولكن هذه التسمية غير مشهورة و بين هذه المنطقة وقعت معركة في يوم من الأيام لا يفوتنا أن نذكرها :
تعرف هذه المعركة بـ( وقعة الحنينية ) وقعت بالقرب من العين وكانت في العام 1258هـ ، بحسب نقل صاحب التحفة النبهانية ، وطرفا المعركة هما من آل خليفة والسبب هو كرسي الحكم ، فالطرف الأول هو الشيخ عبد الله بن أحمد الفاتح من آل خليفة وقد كان الحاكم الفعلي للبحرين وهو ثالث حكام آل خليفة تولى الحكم في البلاد في العام 1236هـ بعد وفاة أخيه سلمان بن أحمد ، والطرف الثاني هما الشيخ محمد بن خليفة بن سلمان بن أحمد الفاتح وهو حفيد أخيه ( أي حفيد أخ الحاكم الشيخ عبد الله ) ، وأخوه الشيخ علي بن خليفة ، وبدأت هذه المعارك على أكثر من ناحية من نواحي البحرين منها ( الناصفة ) بالقرب من سند وتعرف بوقعة الناصفة ، و ( وقعة سوق الخميس ) بالقرب من البلاد ، والثالثة هي ( وقعة الحنينية ) وبعدها وقعة ( الساية ) بالمحرق وكل هذه الوقائع في نفس الفترة إنما ميزها تبدل المواقع على جزيرة البحرين وقد وقف بجنب الشيخ محمد بن خليفه أخوه الشيخ علي الذي انتصر عل الشيخ عبد الله في موقعة الحنينية وتمكنا من هزيمة عم أبيهم الحاكم الشيخ عبد الله وانتزعا الحكم منه بعد أن استعانا بالعتوب من آل بن علي المتواجدين في جزيرة قيس ( كيش ) حالياً واستعانا بقبيلة النعيم وآل بوكوارة والجلاهمة حيث اجتمعوا على الحاكم الشيخ عبد الله فانهزم من أمامهم ، وتولى الشيخ محمد بن خليفة مقاليد الحكم كحاكم رابع من عائلة آل خليفة وقد قتل في هذه المواقع جماعة من آل خليفة ذكرهم النبهاني في التحفة ، وذكر النبهاني أيضاً من أرخ لهذه الحادثة بقوله ( شر نحر شر ) أي في العام 1258هـ ، أما الحاكم الشيخ عبد الله فقد خرج من البحرين ومات بمسقط وكانت مدة حكمه 22 عاماً .
المصادر والمراجع :
- عقد اللآل في تاريخ أوال : 42
- مجلة الوثيقة العدد 55 : 63
- التحفة النبهانية في تاريخ الجزيرة العربية : 47 ، 98 ، 108 .
- قلائد النحرين في تاريخ البحرين : 435
- ماضي البحرين وحاضرها للشيخ إبراهيم المبارك .
- جريدة الوطن العدد :1342 بتاريخ 13 – 8 -- 2009 .
في كتب التاريخ والمصادر :
1- لعل أقدم مصدر ذكر هذه العين في المصادر التاريخية يرجع للعام 1604م للرحالة البرتغالي [ بيدرو تنهسيرا] حيث يقول في وصفه للبحرين : ( وتوجد آبار في البحرين ولكن أغلبها ليس عذباً ، ومع ذلك يصلح ماؤها للشرب ، وأحسن هذه الآبار الحنينية ، وهذا البئر عميق ويقع في وسط الجزيرة ، وتأتي بعده في الجودة تلك الينابيع التي تتواجد تحت سطح البحر .. ) ويلاحظ على كلامه حصره عين الحنينية كأفضل ماء عذب في بر البحرين وهذا الكلام صحيح حيث كان هذا الماء يطلب ويصل حتى أهل المنامة فإن العوائل المرفهة منهم يجعلونه منهلهم الأول . ولا شك إن بئر الحنينية أو عين الحنينية تعود لتاريخ أقدم من هذه السنوات بكثير فلهذه العين وجود قبل قدوم الأسرة الخليفية للرفاع واستيطانهم فيها .
2- وذكرها النبهاني في كتابه [ التحفة النبهانية ] في ذكره للمدينة الرابعة _ بحسب تصنيفه _ وهي الرفاع فقال مانصّه : ( وشرب أهله من أربعة آبار ثلاثة منها جهة الجنوب في الروضة ، وهي من حفر الأقدمين ، والرابعة جهة الشمال وتسمى الحنينية المشهورة بالعذوبة ، والآمر بحفرها الشيخ سلمان بن أحمد _ المذكور _ ( ابن احمد الفاتح ) وعمقها نحو ثمانية أبوع . وأوقف عليها نخلاً لتعميرها ولإظهار الماء منها إلى بركة بحذائها لتستقي منها النساء والفقراء ) .
وذكر في موضع آخر مانصّه : [ وجعل الشيخ سلمان بلدة الرفاع قصبة حكمه وحفر غربي القلعة المذكورة البئر المشهورة ( بالحنينية ) ... ]
الملاحظات على كلامه :
ويلاحظ من هذا الكلام بعض الأمور المهمة وهي :
- إن في الرفاع أربع عيون ماء
- يذكر أن ثلاث من العيون كانت قد حفرها الأقدمون
- يذكر أن عين الحنينية المعروفة قد حفرها الشيخ سلمان بن الشيخ أحمد ، وهذا لا يصح حيث ورد في التقرير السابق الذي ذكرناه أن هذه العين موجودة قبل نزول آل خليفة للبحرين واستيطانهم فيها فقد كانت هذه العين بدرجة من الشهرة لعذوبة مائها ، بحيث ذكرها ( بيدرو تنهسيرا ) في كلامه عن البحرين ، كأبرز عيون الماء في جزيرة البحرين وإلا فالرفاع لم تكن بتلك الشهرة قبل نزول آل خليفة فيها . فكلامه من إن الشيخ سلمان هو الذي حفرها غير صحيح نعم ربما أمر بإصلاح شأن هذه العين لأهميتها بالنسبة للقاطنين في الرفاع ومن حولها . ونفس كلام النبهاني نقله التاجر في كتابه عقد اللآل دون تعليق أو إضافة . ومن ناحية أخرى لا ننسى ان هذه القلعة _ قلعة الرفاع _ هي أقدم من زمن دخول آل خليفة البحرين وبالتالي فالحاجة للماء كانت اقدم بالنسبة لقلعة محصنة فقدم القلعة التي بنيت زمن فرير بن رحال ينبئ عن ان البئر او العين اقدم تاريخياً .
ثم إن التقرير السابق كان في مطلع القرن السابع عشر ، واستقرار الشيخ سلمان بن أحمد في الرفاع كان في القرن التاسع عشر فلاحظ الفرق بين الفترة الزمنية بين الطرفين ولا غرابة فإن صاحب التحفة النبهانية ليس من أهل البحرين وقد دوّن ما أملي عليه دون تحقيق واطلاع .
تعليق ورد في مجلة الوثيقة :
وتحت هذا العنوان وكلام النبهاني لا يفوتني أن أنقل ماجاء في مجلة الوثيقة العدد 55 للعام 2009م / للدكتور علي أبا حسين حول هذه النقطة في كلامه عن الرفاع الشرقي : ( وفيها عين الحنينية ، وماؤها عذب ، وهي عميقة ، وأوقفت هذه العين على جميع الناس وكانت النساء يرتدنها ويسبحن فيها ، ويشرب منها الفقراء .) .
ويلاحظ في كلامه أن عين الحنينية كانت موقوفة ، فلعل الواقف هو الذي قام باستصلاحها على نفقته بعد أن كانت موجودة في الأصل وقام بوقف النخيل على إصلاحها وبالتالي قام بوقف هذا المشروع برمته وإلا فلا وجه للوقفية فيما لايملك ( لأن الوقف فرع الملكية والتصرف ناشئ من قاعدة السلطنة الفقهية ) ، وإلا فكيف يوجه كلام صاحب التحفة النبهانية .
والمستفاد بحسب نقل الدكتور أبا حسين الذي بلا شك أنه اطلع على الوقفية أو نقلها من مصدر موثوق فالدكتور هو الذي يدير قسم الوثائق التاريخية منذ سنوات . نقول أن المستفاد أن عين الحنينية هي وقف لهذا الشعب وللناس جميعاً وليست ملكاً لأحد .
3- وذكرها في قلائد النحرين ، ناصر الخيري ( المتوفى 1925م ) مستطرداً في ضمن حديثه عن الرفاع الشرقي فقال : وبها أبيار ماء الحنيني المشهور بعذوبته ) ولا فرق بين البئر والعين فالمقصود واحد ، ولكن الغريب تعبيره بصفة الجمع في كلمة أبيار ، وربما من باب تغليب عين الحنينية بإسم الوادي الذي لا يبعد أن يكون بالقرب منها غيرها فيأخذون اسمها تغليباً .
4- وذكرها أيضاً الشيخ إبراهيم المبارك في كتابه ( ماضي البحرين وحاضرها ) في ذكر الرفاع الشرقي قال : وفي الرفاعين الحنينية الشهيرة وهما عينان عذبتان ليس في البحرين ولا غيرها من الينابيع الطبيعية عذوبتهما بل هما وماء المطر سيّان .
إقامة متنزه الحنينية :
لقد ضلت عين الحنينية لسنوات طويلة تقدر بأكثر من خمسة عشر عاماً من عامنا هذا 2010م مغلقة ومحاطة بحيث لا يصل لها أحد ،علامة على كونها من الأملاك الخاصة ، وقد شربنا من مائها إلى حوالي أواخر الثمانينات من القرن الماضي حيث كانت متاحة للناس يملؤون منها ما يشاؤون ، ثم أحيطت بسور وبعدها لا نعلم مالأمر ، إلى أن قرأت في جريدة الوطن عن فكرة مشروع إعادة تأهيل العين وقد جاء في الخبر مايلي : أشار رئيس بلدي الجنوبية علي المهندي إلى بدء العمل فعلياً على إعادة تأهيل عين الحنينية وعين أم غويفه والعين العتيقة بالتعاون مع وزارة شئون البلديات والزراعة، حيث من المرجح أن تصبح تلك العيون واجهة سياحية هامة في ديسمبر المقبل تزامناً مع احتفالات البلاد بعيد جلوس جلالة الملك والعيد الوطني. وقال المهندي إن ''تلك العيون الواقعة في وادي الحنينية والرفاع الغربي تعد من العيون التراثية القديمة التي كانت مقصداً لجلب المياه العذبة وتزويد المنازل القريبة والبعيدة، والتي لا تزال تنبع بالمياه العذبة بالرغم من الإهمال التي تعرضت له خلال السنوات الماضية، الأمر الذي سيسهل عملية إعادة تأهيل تلك العيون. وفيما يتعلق بمراحل التأهيل، نوّه المهندي بقيام المجلس البلدي بالتعاون مع وزارة البلديات والمقاول المختص بالمشروع بتصميم خرائط لتنفيذ المشروع وبالشكل القديم لتلك العيون وبما يترجم رغبة جميع المعنيين في تأهيل وترميم تلك العيون دون المساس بتصاميمها الأصلية. وأضاف أن ''المجلس البلدي بالمنطقة الجنوبية حريص على إتمام هذا العمل في وقت قريب والعمل سيتواصل مع المناطق المحيطة بالعيون من حيث تجميلها وإعادة إحيائها بحيث تصبح واجهه ومعالم سياحية هامة في المنطقة الجنوبية''.
بين الوادي والعين معركة الحنينية :
ذكرت في بداية تعريفي بالحنينية أنها بئر أو عين وقد تحدثت عنها ، وهي كذلك واد يقع غربي الرفاع الشرقي ويمتد حتى تخوم سافرة من جهة الغرب ومن جهة الجنوب يمتد بالممشى الجديد وفيه بعض المنشئات النفطية والأنابيب ويرتاده بعض المتنفذين كما أسلفنا ، إلا أن القلعة عند فئة من الناس تعرف أيضاً بقلعة الحنينية نسبة للواد ولكن هذه التسمية غير مشهورة و بين هذه المنطقة وقعت معركة في يوم من الأيام لا يفوتنا أن نذكرها :
تعرف هذه المعركة بـ( وقعة الحنينية ) وقعت بالقرب من العين وكانت في العام 1258هـ ، بحسب نقل صاحب التحفة النبهانية ، وطرفا المعركة هما من آل خليفة والسبب هو كرسي الحكم ، فالطرف الأول هو الشيخ عبد الله بن أحمد الفاتح من آل خليفة وقد كان الحاكم الفعلي للبحرين وهو ثالث حكام آل خليفة تولى الحكم في البلاد في العام 1236هـ بعد وفاة أخيه سلمان بن أحمد ، والطرف الثاني هما الشيخ محمد بن خليفة بن سلمان بن أحمد الفاتح وهو حفيد أخيه ( أي حفيد أخ الحاكم الشيخ عبد الله ) ، وأخوه الشيخ علي بن خليفة ، وبدأت هذه المعارك على أكثر من ناحية من نواحي البحرين منها ( الناصفة ) بالقرب من سند وتعرف بوقعة الناصفة ، و ( وقعة سوق الخميس ) بالقرب من البلاد ، والثالثة هي ( وقعة الحنينية ) وبعدها وقعة ( الساية ) بالمحرق وكل هذه الوقائع في نفس الفترة إنما ميزها تبدل المواقع على جزيرة البحرين وقد وقف بجنب الشيخ محمد بن خليفه أخوه الشيخ علي الذي انتصر عل الشيخ عبد الله في موقعة الحنينية وتمكنا من هزيمة عم أبيهم الحاكم الشيخ عبد الله وانتزعا الحكم منه بعد أن استعانا بالعتوب من آل بن علي المتواجدين في جزيرة قيس ( كيش ) حالياً واستعانا بقبيلة النعيم وآل بوكوارة والجلاهمة حيث اجتمعوا على الحاكم الشيخ عبد الله فانهزم من أمامهم ، وتولى الشيخ محمد بن خليفة مقاليد الحكم كحاكم رابع من عائلة آل خليفة وقد قتل في هذه المواقع جماعة من آل خليفة ذكرهم النبهاني في التحفة ، وذكر النبهاني أيضاً من أرخ لهذه الحادثة بقوله ( شر نحر شر ) أي في العام 1258هـ ، أما الحاكم الشيخ عبد الله فقد خرج من البحرين ومات بمسقط وكانت مدة حكمه 22 عاماً .
المصادر والمراجع :
- عقد اللآل في تاريخ أوال : 42
- مجلة الوثيقة العدد 55 : 63
- التحفة النبهانية في تاريخ الجزيرة العربية : 47 ، 98 ، 108 .
- قلائد النحرين في تاريخ البحرين : 435
- ماضي البحرين وحاضرها للشيخ إبراهيم المبارك .
- جريدة الوطن العدد :1342 بتاريخ 13 – 8 -- 2009 .
وكتب بيمينه
بشار عبد الهادي عيسى العالي البحراني