الأحد، 8 نوفمبر 2009

القصيدة الدرازية

هذه القصيدة تتضمن ذكرياتٍ لي في الدراز عشتها في فترة التسعينات ومابعدها مع الأصدقاء والإخوة الأعزاء من أهالي الدراز الحبيبة وهذه هي :
مررتُ على أرض الدراز فخلتُها *** تنوءُ بتاريخ تكبّدهُ الدهرُ
جسامٌ به الأحداثُ مازال وقعُها*** يدوي بآذانٍ ويطفو به البحرُ
وكم من شهيدٍ لم يزل وقعُ يومه***ينادي على الدنيا بأنّي أنا الحرُ
وإن أنسَ لا أنسى بها رفقةَ الصبا ** وكانت ليالٍ كاد يهتكها الفجرُ
هي الدار أكرم بالأولى في ربوعها*** وما البحرُ إلا في مكامنه الدرُ
وعنا أبو صبحٍ تحدث سامراً*** وثالثنا في تلكم الليلةِ البدرُ
وكم طاب من عذب القصيد ولذّ لي * صباباتُ وجدٍ هام في مثلها الشعرُ
وكم جئتها يوماً فحيّت ووجهُها *** حياءُ مليحاتٍ يجللها الخدرُ
لنا في ذرا (افّيليد) أنسٌ وبهجةٌ ***ونشوةُ قلبٍ لا يعادلها الخمرُ
وفي (الرستة) التذكارُ لا زال باقياً *** إذا طفتُ بالدوّار يحدو بي السرُ
وإن جزت يوماً ساحة ( الميبر) انثنت* بي الذكريات البيض والأدمع الحمرُ
وإن جزت يوماً بالـ( ميافرِ) أعولت ***محاجر همي والدموع بها نهرُ
تضج بي الذكرى فتجري مدامعي*** وعن مثلها والله لا يُحمد الصبرُ
كأني بأطلال الزمان تراكمت***فما موضعٌ إلا ولي عنده قبرُ
فيا ساكنيها طوّح الركب عندكم*** يضيق به بحر ويجفو به قفرُ
وحين يراكم فسحةً من سروره *** يزول به همٌ وينشرحُ الفكرُ
وكم لي على دار السرور مسرةٌ *** تؤم جواداً لاح في وجهه البشرُ
ولي وقفةٌ في ( عين صقروه)أوقفت** عقارب أيامي فحركها السحرُ
وكم جمعة ٍ كانت لنا تجمع الهنا *** وشيخٍ خطيب في الدراز له الأمرُ
تلوح على عينيه غضبةُ حيدرٍ***وفي كفه من قبضة المرتضى جمرُ
عرفناه بالمعروف مازال آمراً *** وعن منكرٍ قد لاح في وجهه النكرُ
تردى رداءاً أبيضاً في صلاته ***وذا قلبه المملوء في حبه الطهرُ
قضينا بأكناف الدراز وكلها*** كما البحر كم مدٌ يعود وكم جزرُ
ومازالت الألطاف تغشى ربوعها*** ومازال غيمُ الحب منه بها قطرُ

تمت في 20 ذي القعدة 1430هـ