السبت، 7 نوفمبر 2009

قصيدة النفس الأخير

هذه القصيدة أسميتها ( النفس الأخير ) أنشأتها يوم وفاة أستاذي المقدس الشيخ احمد بن حاج محمد علي مال الله قدس الله تربته ، وألقيت في تشييعه وكانت وفاته رحمة الله عليه في يوم السبت غرة ربيع الثاني 1427هـ وكان فاضلاً عارفاً مؤمناً تقياً معروفاً بين الناس وهذه هي القصيدة :
في أمانِ الله يا نبضَ الحسيــنْ *** يا قريباً من أمير المؤمنيــــنْ
ما بها البحرينُ تبكي باْفتجــاعْ *** وعلى ماذا يكونُ الإجتمــــاعْ
والمنادي صاحَ بالحزنِ الــوداعْ *** أيها الشيخُ الذي يبكي الحسيــنْ
قبلَ حينِ الفجرِ أزمَعْتَ الرحيــلْ *** ذا مصلاّك افتجاعٌ أمْ عويــــلْ
يا أذانَ الصبحِ والخطبِ الجليــلْ *** أصبحتْ تبكي بحزنٍ كلُ عيـــنْ
يا صباحَ السبتِ ماذا قد جـــرى *** والنواعي صوتُها قــد كبّـــرا
قيلَ مالُ اللهِ قدْ جــدّ السُــرى *** راحلاً للهِ في صــدقِِ اليقيـــنْ
كيف صبري يا أبا عبدالأميـــرْ *** غبْتَ عنّا وإلى الله المصيــــرْ
غابَ وجهٌ مشرقٌ فينا منيــــرْ *** طالما أحيـى ولاءَ الطاهريـــن
عشْـــتَ واللهِ مُحبّاً للبتـــولْ *** تُنشدُ الحزن عليهــا وتقـــولْ
وهي لا تنساكَ في اليومِ المهـولْ *** حبّها دينُك ديـــنٌ أيُ ديـــنْ
أناْ لا أنساكَ تبكــي فاطمـــةْ *** عاشقاً والروحُ تبكــي هائمــةْ
والأكفُّ اليوم تنعــى لاطمــةْ *** حرقة القلبِ وقد زادَ الحنيـــن
أنت تُبكيها صبــاحاً ومســاءْ *** حينما تنعى إمامَ الشهـــــداءْ
وهي ترعاكَ وقد حانَ الوفـــاءْ *** فهنيئاً لك قــربُ الطاهريـــنْ
كم ترنَّمت على مدحِ الهــــداةْ *** وهي نِعمَ الباقياتِ الصالحـــاتْ
لك يا شيخي مع الآلِ الحيـــاةْ *** بالنبي المصطفى الطهرِ الأميـنْ
كيف للناعي من الخطبِ نعــى *** لك مجداً في المعالي أروعــا
برَّد اللهُ إليكَ المضجعــــــا *** بعليٍّ وبنيـــهِ الأكرميـــنْ
غيّب الموتُ زعيمَ المنبـــــرِ *** كان يسقينا الولاءَ الحيـــدري
فاغتدى يُسقى بماءِ الكوثـــرِ *** من عليٍّ بارد العذب المَعيـــنْ
ما حملناكَ على الأكتـــافِ لا *** بل حملنا صرحَ فخــــرٍ وولا
أنصفوني فيه يا هذا المــــلا *** فقدُهُ أوهى القوى يا مؤمنيــنْ
أيُّ نعشٍ سارَ ما بين الصفـوفْ *** أيُّ نعشٍ خلفَهُ تمشي الألــوف
لهف قلبي للذي بين السيوف *** قطعوه فالننادي واحسين
نحن شيعنا محباً خادماً *** لحسين قد اشاد المأتما
لهف قلبي للذي بعد الظمـــى *** ذاق حدَّ الموتِ في البوغى طعينْ
شيَّعتهُ زينبٌ في خدرهـــــا *** وهي تنعاهُ أسىً من صبرهـــا
واليتامى تشتكي في إثرِهــــا *** في مصابٍ هزَّ ركنَ المشرقيــنْ
إنْ أتينا اليوم نبــــكي أحمداً *** فله الزهراءُ في الحشرا غـــدا
والحسينُ السبطُ نبراسُ الهــدى *** لم يضعْ من كان في حب الحسينْ