أبيات في رثاء خطيب المنبر
العلامة السيد محمد صالح سيد عدنان
ألقيتها في تأبين الفقيد السيد محمد صالح سيد عدنان بن علوي آل عبد الجبار الموسوي القاروني البحراني أحد أعمدة المنبر الحسيني والمجددين فيه ولد في 1339 هجري الموافق 1919م والمتوفى في الجمعة 19 يناير 2007 م الموافق لآخر يوم من ذي الحجة عام 1427هجري وقبره في مقبرة أبي عنبرة من البلاد القديم ، خدم المنبر الحسيني بالخطابة والشعر ، وأرفد المكتبة البحرانية بعشرات المؤلفات في التاريخ والعقيدة والشعر والأدب والرثاء ، رحمه الله وجعله مع الحسين الذي افنى حياته في خدمته
فتىً تحير عقلي في تصورهِ * كهلاً أضاء شموعاً في تبصرهِ
شيخاً أنار دروباً للتشيعِ إذ * أمدهُ من خفايا روحِ أنهرهِ
فمن سلالةِ عدنان التقي أتى * من آل قارونَ يزهو في تحدرهِ
عليه أبهةُ العلم السني ترى * عمامةً قد اضاءت من تنورهِ
بحاثةٌ في ثرى التاريخ يخرجها * كنوز علم حواها جلد دفتره
غواصُ بحر المعاني والقريض إذا * ماعُد في الشعر بحرٌ في تفجّرهِ
أو قالَ شعراً بحب الآل كنتَ ترى * عنايةً منهمُ تزهو بمحضره
فقد أحاطوه منهم بالرعاية إذ* كان الربيبَ لهم من بدْء عنصرهِ
ومن نعومةِ أظفارٍ أحبهمُ * وهم أحبوهُ فاكتب من مآثرهِ
فراسةٌ وذكاءٌ قد تأجج في* علمٍ لآل الهدى من عمقِ محبرهِ
خوّاضُ لجّة بحر الفكر تنظرهُ * مفكراً يُتوخى من تنمرهِ
حلوُ السجيّة طبع الخير طابعهُ * طابت شمائلهُ من طيب مصَهرهِ
لهفي عليكَ أبا عدنان كنتَ لنا * أُنساً وظلاً وعلماً عبر أسطرهِ
تبكي عليه قلوبٌ عاش موطنَها * قد أحدقت هاهنا من حول منبره
كأنه قال والدنيا تحيطُ بهِ * من شعره والهوى يلهو بمشعره
في حبِ آل رسولِ الله أنطقني * شعرُ الحسينِ وأوحاني بمحورِه