السبت، 30 أكتوبر 2010

السادة الأشراف في البحرين ( الحلقة الثالثة )

النقيب إسماعيل الحسني الذي استوطن بدولة العيونيين
( القرن السابع )
نواصل الحديث عن السادة الأشراف ، ولدينا شخصية ذكرت بين القرن السابع الهجري حيث حل في قاعدة وعاصمة الدولة العيونية _ الشيعية المعتقد في الجزيرة العربية _ والتي دخلت أوال تحت سيطرتها بل قد استقل بها بعض الأمراء من العيونيين كما لا يخفى على سابر غور التاريخ ، وقد ضربت السكة _ العملة _ في هذه الدولة وقد كتب عليها عبارة ( علي ولي الله ) مازالت بعض هذه القطع النقدية متداولة عند بعض من يقتني الآثار وهي موجودة في بعض المتاحف .
وهذا الشريف قد حل في أرض البحرين ولكن بمعناها الأعم أي مايشمل ( القطيف ، والأحساء ، وأوال ) وإلا فلا يُعلم بوجه التحديد أين نزل هذا الشريف من أرض البحرين ، ويبدو أنه قد استقر في البحرين نقيباً للأشراف فيها ، وهذا الشريف هو :
النقيب تاج الدين إسماعيل بن النقيب أبي جعفر يحيى _ توفي في بغداد سنة 613 هـ وكان عالماً فاضلاً ، بن النقيب أبي طالب محمد _ توفي في 560هـ ، بن النقيب أبي الحسين محمد _ معروف بالتشيع والدفاع عن أهل البيت (ع) ، بن أبي الحسن محمد ، بن أبي القاسم علي بن أبي العباس محمد ، بن أبي زيد محمد ، بن أبي العباس أحمد ، بن أبي علي عبيد الله ، بن أبي الحسن علي ، بن عبيد الله ، بن عبد الله ، بن الحسن ، بن جعفر ، بن الحسن المثنّى ، بن الحسن السبط بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، عليه السلام .
وقد جاء ذكره في ديوان ابن المقرب العيوني _ رحمه الله _ والمتوفى في العام 631هـ ، فيعلم من خلال تاريخ وفاة ابن المقرب الزمن الذي استقر فيه هذا الشريف في البحرين _ بالمعنى الأعم _ وإنما نذكره ليتيسر للباحثين معرفة تاريخ الهجرات التي قام بها الهاشميون تبعاً للتنوع السياسي والدور الذي لعبوه في الكثير من البلدان ، ولم تذكر المصادر شيئاً عن ذرية تنتسب لهذا الشريف وجاء في ديوان ابن المقرّب مانصّه : [ وقال أيضاً في النقيب تاج الدين إسماعيل بن النقيب أبي جعفر يحيى بن النقيب أبي طالب .....إلخ ، العلوي الحسني وقد مرض مرضاً خفيفاً لم يلزمه عن الجلوس إلا أياماً قليلة ، وطلب منه في ذلك شعراً فقال :
أعيذك أن تسمو إليك الحوادثُ * وأن تتغشاك الخطوب الكوارثُ
سليل العلا لازلت في ظل نعمة * لك المجد ثانٍ والسلامة ثالثُ
والقصيدة مثبتة كاملة في ديوانه _ الطبعة المنقحة _ وهي من القصائد الجميلة ، وجاء في موضع آخر من الديوان أيضاً مانصّه : [ وقال في النقيب الأجل الأوحد العالم الكامل ، تاج الدين إسماعيل ..... إلخ ، وذلك بعد منحدره من بغداد ، وكان قد حضر مجلسه للسلام ، فخلع عليه ثوبين لهما قيمة ، وعرّض له في طلب المدح ، وذلك من شيمة أهل الفضل والكرم ، ولم يكن قال في أحد مدحاً ابتداءاً ، ولا تعرضاً للعطاء لشرف نفسه وكثرة ماله ] ثم ذكر القصيدة وهي طويلة مطلعها :
يخفي الصبابة واللألحاظ تبديها *ويظهر الزهد بين الناس تمويها
ويستر الحب كيما لا يقال صبا * شيخاً فتعلنه الأنفاس تمويها
وهي قصيدة غاية في الجزالة ، ويتعرض فيها ابن المقرب لتمجيد ومدح العلويين والهاشميين وذكر مناقبهم ومنها يظهر تشيع المادح والممدوح بقرائن عدة لامجال لتفصيلها .
بدايات تكوين نقابات الأشراف في المنطقة
والكلام والنص السابق هو لراوية الديوان أو لشارحه والذي لم يستبعد مصححو الديوان ومنقحوه أن يكون الشاعر نفسه هو راوية ديوانه ، ويبدو أن هذا الشريف من خلال النص الثاني ممن استوطن قاعدة العيونيين وعاصمتهم وهي غير أوال والله تعالى العالم ، وإنما ذكرناه لظننا القوي بأن العيونيين قد أسسوا نقابة للأشراف في دولتهم ، واستجلبوا لها من بغداد بعض النقباء كما سيتضح الحال لا حقاً ، ومعلوم أن البحرين سابقاً بمعناها الأعم تشمل أوال وقد ذكرنا أن في القرن الخامس كان هناك وجود للهاشميين والسادة الأشراف في البحرين ، وبجمع هذه القرائن نصل لنتائج مهمة في بحثنا أهمها أن هذه القرائن تفيد بدايات تشكيل نقابة للأشراف في المنطقة .
هل لهذا الشريف سلالة في المنطقة ؟
ويبقى السؤال المهم هل بقيت لهذا الشريف سلالة تنتسب إليه في البحرين أو القطيف أو الأحساء ، وبعد تتبع شديد لم أعثر لحد الآن على السلالة الحسنية في هذه المناطق الثلاث ،نعم للحسنيين تواجد مكثف في الحجاز ، ثم هاجر منهم جماعة للخليج ولكنهم لا ينتمون للشريف صاحب الترجمة ، وسيأتي الكلام على العبيدلي والعبدلي إن شائ الله تعالى كسلالة ثانية من الهاشميين والسادة الحسنيين في الخليج_ والله المسدد للصواب _ وللحديث تتمة _