الخميس، 19 أغسطس 2010

سيدة النساء في الفكر والتراث البحراني

فاطمة الزهراء (ع) في تراث البحرين

كان للحضور الدائم للسيدة فاطمة الزهراء عليها السلام في يوميات أهل البحرين منذ مئات السنين أثر واضح انعكس في تراث هذا الشعب المفعم بمحبة أهل البيت عليهم السلام ، وسوف أتجاوز الجدل العقيم الذي يستهدف سلب هوية هذا الشعب وقدم انتماء هذه الأرض وميلها لأهل البيت صلوات الله عليهم ، لأن هذا النوع من الجدل ابتعد عن منطق الحقائق والعقل واسترسل في منحى سياسي وطائفية مقيتة مازالت نارها تلامس واقع هذه الأرض .
وهذه الورقة تلقي الضوء على نتاج ثقافي امتد منذ مئات السنين حول قضية الزهراء صلوات الله عليها وظلامتها التي كان لها انعكاسات واضحة في تراث هذه الأرض . وسنقسّم هذا التراث عبر ثلاثة اتجاهات مهمة متجاوزين الكثير من المقدمات كمكانة الزهراء في القرآن وفي السنة على ضوء التراث النصي لكلا الفريقين وغير ذلك مما له صلة في جانب الإثبات للوقائع وعدمه لنلقي بالضوء على جانب شخصية الزهراء في التراث الفكري لعلماء البحرين وشعبها . ومنه تعالى وحده نستمد المدد .

الإتجاه الأول :
الدعم المادي اللاّ محدود لنشر ثقافة ومبادئ أهل البيت (ع).

لعل من غريب المصادفات التي رأيتها في مجال وثائق ( البحارنة) كثرة الموقوفات عند هذا الشعب على الأمور الدينية ، مما يكفل حركة ومسيرة المراكز التي تغذي الفكر الشيعي في أرض البحرين منذ مئات السنوات ، وهي الحسينيات ، وكذلك المدارس الدينية ، فقد كثرت الأوقاف الداعمة لهذه المؤسسات ودعم إقامة ذكريات ومناسبات أهل البيت عليهم السلام ولو استثمرت بشكل مناسب لكانت هذه الوقفيات حصناً جيداً لمشاريعنا الإسلامية ، وفي قضية الزهراء عليها السلام وجدت الكثير من مسميات ( المزارع مثلاً) يقال : ( دالية الزهراء) أي أنها موقوفة فقط على إقامة وإحياء وفاة الزهراء ، وفي جدحفص مثلاً ونظراً لتعدد مناسبة وفاة الزهراء(ع) بحسب الروايات المتعددة في وفاتها عليها السلام بين ( 13 جمادى الأولى) و( 8 ربيع الثاني ) و( 3 جمادى الثانية ) كأشهر الروايات من بين ما يذكره أرباب السير من السنة والشيعة في تاريخها ، رأيت بعض الموقوفات في جدحفص وقفاً خاصاً بإحياء يوم 8 ربيع الثاني ، حتى لاتنسى هذه المناسبة ويستمر إحياؤها ، رغم كونها من أقل الروايات عملاً بها بين الأوساط الشيعية . وماهذا إلا تأصيلاً لثقافة الإنتماء المذهبي بوعي تاريخي يتواصل فيه الأجيال في دعم مسألة تاريخية نالت جانباً من الأهمية في حياتنا الدينية كشعب موالي لأهل البيت صلوات الله عليهم . وحينما تأتي مناسبة وفاة الزهراء تنشغل مآتم البحرين وحسينياتها خصوصاً في السنوات المتأخرة بإقامة مايُعرف بـ(العشرة الفاطمية) حيث سرت هذه العادة مكرسة طاقات الكثير من الخطباء والرواديد والمحاضرين من النساء والرجال في قضية الزهراء عليها السلام .


الإتجاه الثاني :
شخصية الزهراء في الأدب البحراني .

لقد كانت شخصية الزهراء مرتبطة بهويتنا وثقافتنا كشعب إرتباطاً وثيقاً مؤصلاً يظهر بين خفايا أدبيات هذا الشعب من عمق ذاكرته ، ويمكن أن نتدرج في فهم هذه المظاهر من تراثنا كشعب بحراني من عدة نواحٍ وهي كالتالي :
1- أناشيد الزاجرة ، والغوص : وهي مايستخرج به الماء من العيون ويستخدم عادة بها الثور لري الزرع ، وهي طريقة تقليدية موجودة من مئات السنين ، وقد اعتاد أهل البحرين أن يلقوا نوعاً من الشعر أثناء استخراج الماء بالطريقة السابقة ، بشكل إنشادي مميز ، ذكر المرحوم الناصري هذا النوع في بعض مؤلفاته ولم تغب شخصية الزهراء عن الذكر أثناء الكدح والعمل ومنه على سبيل المثال قولهم :
البضعة الزهرا علي نالها * والصخرة الصم عن بير العلم زالها
ومنه على سبيل المثال أيضاً قولهم :
أمس الضحى ريت ريمٍ يرتعي ياعلي
ويصيح يابا الفضايل يا إمامي علي
يامظهر الدين بدروب الهدى ياعلي
من حين ماعودت تبغي علي فاطمة
جابت وربت ومن بعد الربا فاطمة
أم الحسن والحسين امفضّلة فاطمة
بنت الرسول المكرّم زوجتك ياعلي
وهو من نوع الموال المعروف . هو مما يتعاطاه ( النهّام ) وهو الذي يقوم بدور المنشد في رحلة البحر ولا تخلو هذه الأدبيات أيضاً من ذكر مولاتنا فاطمة عليها السلام .
2- دخول الزهراء كشخصية مقدسة في ( الأقسام ) ولانريد أن ندخل في بحث فقهي حول هذه المسألة ، وإنما نتحدث عن حالة عفوية لدى أهل البحرين في إجراء صيغة الحلف والقسم ، إعتاد (البحارنة) على الحلف بها تضمنت شخصية الزهراء صلوات الله عليها ، لما لها من مكانة مقدسة عند هذا الشعب ، الموالي لأهل البيت صلوات الله عليهم
فمن هذه الأقسام الشائعة :
أ‌- وحرمة الزهراء
ب‌- وحرمة الزهراء أم الحسن والحسين
ج- وحق فاطمة الزهراء
د- وحق ضلع الزهراء
وكلها تدل على مدى الإرتباط بشخص السيدة الزهراء عليها السلام ، فهذا جزء من تراثنا الفاطمي .
3- على ألسنة الأطفال في ألعابهم الشعبية :
مما يتناقله الأطفال من تراثهم الشعبي ومازال متداول ، أثناء تقسيمهم أو عدهم لبعضهم وإخراج المقسوم بهذه الكلمات :
الله ، محمد، وعلي.....
يافاطمة بنت النبي.....
إخذي كتابش ( كتابك) وانزلي....
على محمد وعلي .....
4- أقلام الأدباء : وهو بحث في حد ذاته واسع فإن استقصاء الأدباء الذين تناولوا قضية الزهراء أمر صعب لكثرة من كتب ولو شئت الإستقصاء لخرج مجلد أو مجلدان في هذا المجال ويكفي أن نضع رؤوس الأقلام في هذا الجانب فإن الأدباء على قسمين :
الأول : الأدب العربي الفصيح ، يتقدمهم شعر الشيخ سلمان التاجر بقصيدته التي لم تزل تتردد في المحافل عند ذكرى استشهاد مولاتنا فاطمة الزهراء صلوات الله عليها وهي القصيدة المشهورة والتي مطلعها :
قف على قبر فاطمٍ في البقيعِ * بعد مزق الحشا وسكب الدموع
وهي من روائع الأدب الرثائي البحراني في مجال وفاة الزهراء
الثاني : الأدب باللهجة الدارجة ( البحرانية)
يتقدمهم المرحوم الملا علي بن فايز ، والمرحوم الملا عطية الجمري والعشرات من شعراء المنبر وشعراء المواكب والكثير الكثير






الإتجاه الثالث :

مجال التأليف والكتابة عن سيدة نساء العالمين
وفيه قسمان :
أ‌- المؤلفات في التراث الفاطمي
واستعرض هنا أنموذجين لعالمين من أهل الفضل المعروفين وأهل الكمال المبرزين وهما :
1- آية الله العظمى الشيخ يوسف العصفور المتوفى في العام 1186هـ ، حيث قام بشرح الخطبة الفاطمية ، وشرحه عليها موجز ولم يفرد له المؤلف عنواناً مستقلاً بل جاء ضمن كتابه [ سلاسل الحديد في تقييد ابن أبي الحديد ] قال عنه مؤلفه : [ والرد عليه في شرحه لكتاب نهج البلاغة ، الذي رام فيه أن يشرحه على رأي المعتزلة ، وأصولهم ومذاهبهم قواعدهم ، وذكرت في أوله مقدمة شافية في الإمامة تصلح أن تكون كتاباً مستقلاً ، ثم نقلت من كلامه في الشرح المذكور مايتعلق بالإمامة وأحوال الخلفاء والصحابة ومما يناسب ذلك ويدخل تحته ...] _ كما في اللؤلؤة _ وقد قام الشيخ محمد عيسى المكباس بطبع شرحه على خطبة الزهراء مستقلاً ، كما حقق الكتاب هذا بكامله فجزاه الله خيراً .
2- العالم المحدث المتتبع الخبير الشيخ عبد الله بن نورالدين أو نور الله البحراني ، أحد تلامذة صاحب البحار الشيخ المجلسي ، فقد أفرد في موسوعته القيمة ( العوالم ) ماخصصه لسيدة النساء ، وتصل موسوعته هذه لأكثر من مائة مجلد وهو من المعاصرين للعلامة المجلسي المتوفى في ( 1110هـ ) فيعلم قرب التاريخ وإلا فلم نظفر له بتاريخ وفاة على وجه التحديد ، وكتابه موسوعي يتضمن أحاديث الزهراء وأحوالها ، وغير ذلك من فيض نورها صلوات الله تعليها .
ب‌- المؤلفات في مجال شهادتها عليها السلام

لقد دأب أعلام البحرين على تأليف الكتب حول النبي والأئمة صلوات الله عليهم ، مما كان له أبلغ الأثر في تثبيت عقيدة الولاء لأهل البيت عليهم السلام ، حتى أصبح ذلك جزءاً لا يتجزأ من يوميات الإنسان البحراني تراه متمثلاً في منطوقاته ، وفيما يلي نرى هذه التأليفات التي تعرضت لهذه الشخصية ذات المكانة العالية في الإسلام فأولتها عناية هي أهل لها بل وأقل من حقها ، فمن هؤلاء المؤلفين :

1- آية الله المفتي الفقيه الشيخ يحيى بن حسين بن عشيرة البحراني , له كتاب ( وفاة الزهراء ) ذكره في الذريعة ، وذكره الأفندي في رياض العلماء إلا أنه ذكر أن من مؤلفاته ( كتاب مقتل فاطمة عليها السلام ) ، ولم يتعرض لذكره في أنوار البدرين لأن ترجمته كانت مقتضبة وبسيطة جداً ، وهذا الشيخ من فقهاء القرن العاشر الهجري وكان له دور ريادي في حركة مرجعية المحقق الكركي أبان حكومة الصفويين في الساحة الفارسية وفي يزد ، ويظهر هذا من لقبه ( المفتي ) .
2- آية الله العلامة المحدث السيد هاشم بن السيد سليمان بن السيد إسماعيل التوبلاني البحراني المتوفى في العام 1107 هـ أو 1109هـ ، له كتاب ( وفاة الزهراء ) وقد وصف هذا الكتاب المحقق الشيخ محمد باقر الكجوري في كتابه ( الخصائص الفاطمية ) بقوله : فيه مجموعة من الأخبار المفجعة المبكية. _انتهى _ ولم أطلع عليه ، ذكره الأمين في الأعيان ، وآغا بزرك في الذريعة لدى تعديدهما لمؤلفات السيد هاشم . ووثقه الشيخ عباس القمي في الفوائد الرضوية أيضاً .
3- (العلامة السيد ماجد البحراني) ، بحسب مانقله فارس تبريزيان في كتابه ( العلامة السيد هاشم البحراني) ضمن حديثه عن تراث السيد هاشم قال وبالتحديد عن نسخة وفاة الزهراء الموجودة في مكتبة جامعة طهران ، [ مجموعة مشكاة ، ذكر في فهرس المكتبة :5/1241 بأنها وفاة الزهراء للسيد هاشم ، وبعد مراجعة المخطوطة في المكتبة تبين أنها ليست للسيد هاشم البحراني ، والظاهر أنها للسيد ماجد البحراني . وهنا لابد من الإشارة لتردد إسم السيد ماجد البحراني بين شخصيتين هما (1) سيد ماجد آل أبي شبانة ، جاء في أنوار البدرين مانصه : [ (ومنهم) السيد السند السيد ماجد ابن السيد محمد البحراني (ره) قال الشيخ في الأمل كان السيد ماجد ابن السيد محمد البحراني عالما فاضلا جليل القدر وكان قاضيا بشيراز ثم بأصفهان وكان شاعرا أديبا منشئا له (شرح نهج البلاغة) لم يتم من المعاصرين كتبت له مرة أبياتا من جملتها:
قصدت فتى فريدا في المعالي * حماء ظل للآمال قصدا
ولم أطلب لنفسي بل لشخص * عزيز في الكمال أراه فردا
دعوتك لاكتساب الأجر أرجو * إجابة (ماجد) كم حاز مجدا
ومثلك من تناط به الأماني * ويرضى بالندى والجود وفدا
يهزك هزة الهندي شعر * يذكر جودك المأمول وعدا
أما تبغي بذي الأيام شكري * أما ترضى بهذا (الحر) عبدا
انتهى كلامه علا في الجنان مقامه . (أقول) وقد ذكره السيد الجليل صاحب تتمة الأمل وهو من أهل بيته المعروفين بآل أبي شبانة بل يمكن أن يكون من ذريته تغمده الله برحمته. ] ويظهر جيداً مما سبق فضل هذا السيد وكونه معاصراً للحر العاملي المتوفى في العام 1104هـ ، والشخصية الثانية هو (2) السيد ماجد الصادقي ، وهو نار على علم وهنا ننقل ترجمته مقتضبة من أنوار البدرين بتصرف : [السيد العلامة الفهامة محرز قصب السبق في جميع الفضائل والفائز بالرقيب والمعلى من قداح الكمالات الكسبية والوهبية من بين فحول الأواخر والأوائل السيد أبو علي السيد ماجد ابن السيد العالم السيد هاشم ابن العريض الصادقي البحراني (ره) كان أوحد زمانه في العلوم أحفظ أهل عصره، نادرة في الذكاء والفطنة وهو أول من نشر علم الحديث في دار العلم شيراز المحروسة وله مع علمائها مجالس عديدة ومقامات مشهورة أخبرني شيخنا الفقيه ببعضها وأقبل أهلها عليه إقبالا شديدا وتلمذ عليه العلماء الأعيان مثل مولانا العلامة محمد محسن الكاشاني صاحب (الوافي) والشيخ الفقيه ذو المرتبة الرفيعة في الفضل والكمال الشيخ محمد بن حسن بن رجب البحراني والشيخ الفاضل المتبحر الشيخ محمد ابن علي البحراني والشيخ زين الدين الشيخ علي بن سليمان البحراني والشيخ العلامة الأديب الخطيب الشيخ أحمد بن عبد السلام البحراني والسيد العلامة السيد عبد الرضا البحراني والشيخ الفاضل الشيخ أحمد بن جعفر البحراني وغيرهم ... إلى أن قال : وبالجملة فمحاسنه كثيرة وعلومه غزيرة روح الله روحه وتابع فتوحه توفي (قدس سره) بالليلة الحادية والعشرين من شهر رمضان بدار العلم شيراز سنة 11028 هـ‍ انتهى كلام شيخنا العلامة الشيخ سليمان البحراني. (قلت): وهذا السيد الجليل من نوادر الزمان علما وأدبا وعملا وكمالا ويكفيه أنه تلمذ مثل الكاشاني وأضرابه من فحول العلماء عليه وذكره السيد الأديب النجيب السيد علي في السلافة وبالغ في الثناء والتقريظ عليه وذكره كل من تأخر عنه من علماء الرجال والإجازات ] _انتهى_ فهذه الوفاة المذكورة مرددة بين هاتين الشخصيتين التين لهما باعاً في مجال التأليف والله العالم بحقيقة الحال فأنا شخصياً لم أطلع على النسخة المخطوطة هذه .


4- آية الله الشيخ حسين آل عصفور البحراني ، الشهيد في سنة 1216هـ له كتاب ( وفاة الزهراء ) في بدايته : [ الحمد لله ابتلى أولياءه في هذه الدار بأجل المصائب والأخطار ... ] رأيت له بعض المخطوطات في أماكن متفرقة تاريخ نسخ بعضها في 1361هـ ونسخة أخرى مخطوطة في 1371هـ ، والجدير بالذكر أنه قد طبع كتاب تحت مسمى وفاة الزهراء للشيخ حسين وهو ليس كذلك بل هو لعالم آخر . وبحسب بحثي فيما طبع وما هو مخطوط فإن وفاة الزهراء للشيخ حسين لم تطبع بعد ، وقد ذكرها في أنوار البدرين و الأمين في الأعيان في تعدادهما لمؤلفات الشيخ حسين ولكن أسمياه ( الدرة الغراء في وفاة الزهراء ) ولكنني لم أجد هذه التسمية في المخطوط على عادة الشيخ حسين في تسمية مؤلفاته في مقدمات الكتب التي ألفها . فلم أجده في كلتا النسختين اللتين حصلت عليها .ثم عدت لأجد نفس المسمى في فهرست مكتبة آل عصفور في بوشهر ولم يتسن لي أن اراه جاء ضمن الكلام عنه : [ فرغ من تأليفه في شهر ذي الحجة سنة 1211هـ، الناسخ عبد النبي بن حسين بن عبدالله الأصبعي البحراني بتاريخ 10 جمادى الأولى سنة 1212هـ، أوله: (الحمد لله الذي ابتلى أوليائه في هذه الدار بأجل المصائب ولأخطار…) ق21×14.5سم، 15س، الاستفادة وسط. ] وعليه فهي أقدم نسخة بلاشك من النسخ التي ذكرناها ، إلا أنه لاسبيل لها والله العالم .

5- العلامة الشيخ علي بن الشيخ حسين بن محمد البلادي البحراني المذكور في أنوار البدرين ووصف الكتاب بأنه ينقل عن أسفار الدمستاني قال عنه مانصّه : [ العالم الأديب الكامل الشيخ علي ابن الشيخ حسين ابن الشيخ محمد البلادي البحراني (ره) كان رحمه الله تعالى فاضلا أديبا كاملا، له كتاب (وفاة فاطمة الزهراء عليها السلام) مجلد حسن الترتيب والتأليف وله فيها بعض الأشعار وينقل فيها كثيرا من أسفار الدمستاني، ولم أقف على شيء من أحواله ولا تأريخ وفاته ضاعف الله حسناته. ] ، وهذه الوفاة متداولة في الكثير من مجالس التعزية ، وقد رأيت لها نسخة نجفية ، وثانية في مطبعة العلوم العامة لعبد العزيز الشهابي ، وثالثة طبعت مؤخراً ما بعد العام 2006 م ، وجاء في النسخة المطبوعة بدايتها : [ الحمد لله الذي خلق محمداً وآله من نور عظمته ، واصطفاهم بمنه وكرمه على جميع بريته .....] . وله فيها إنشاءات ، وأشعار جميلة ، إلا أنها تخلو من ذكر تاريخ وفاته أو الفراغ من تصنيف وماشابه والله تعالى العالم .

6- العلامة الشيخ سلمان بن الشيخ أحمد بن الشيخ سلمان بن الشيخ إبراهيم بن الشيخ أحمد بن الشيخ محمد بن الشيخ أحمد بن الشيخ إبراهيم بن الحاج أحمد بن صالح بن أحمد بن عصفور بن أحمد بن عبد الحسين بن عطية بن شيبة الدرازي البحراني ، فهو من ذرية الشيخ أحمد أخ الشيخ حسين العلامة ، عاش في البحرين ، وكان والده فقيهاً وإماما في الجمعة والجماعة وزعيماً عاش في الشاخورة وسكن المنامة ودفن في الشاخورة بجوار ضريح الشيخ حسين (1309هـ) ذكره العرب في حاشية أنوار البدرين واثني عليه ، وأما صاحب الترجمة فتذكر المصادر أنه استوطن المنامة وعاش بها وكان سكناهم قبل في الشاخورة ، أخذ العلم في البحرين ثم هاجر للعراق وحضر عند المولى محمد كاظم الخراساني ( صاحب الكفاية ) ، وشيخ الشريعة الأصفهاني ، وعاد إلى البحرين ومعه إجازة من أساتذته تنبئ عن فضله _ كما في المنتظم _ ويذكر الشيخ المبارك في ماضي البحرين عن حقبة عزل الشيخ خلف العصفور : ثم حدثت مشاغبات وهزّات تستدعي الإنقلاب القضائي وأسفرت النتيجة عن عزل الشيخ خلف وإقامة ابن عمه الشيخ سلمان بن الشيخ احمد بن سلمان مكانه ، فترك البحرين إلى العراق وأقام بها فما برح أن رجع الإنقلاب ظهراً لبطن أدى إلى استدعائه من العراق وإعادته _ انتهى _ فيظهر من كلام الشيخ إبراهيم أن فترة قضاء الشيخ سلمان كان مؤقتة حتى رجع الشيخ خلف . له من المؤلفات : ( شرح منظومة الشيخ سليمان في المنطق خ ) ، ( كتاب في الأصول خ ) ، ( وفاة الزهراء عليها السلام خ ) ، ( أجوبة مسائل متفرقة خ ) . ذكر في المنتظم أن له أخ اسمه الشيخ إبراهيم يعرف بالبصير ولكنه دون أخيه في الفضيلة ، له من الذرية ثلاثة أولاد وبنت وهم الحاج عبد الرضا العصفور وجيه الدراز المعروف وهو والد عبد الله ( أبو سلمان ) الوجيه وعضو مجلس الشورى المتوفى في 1424هـ ، ومحمد كاظم العصفور كان مسؤولاً في قسم الجوازات سابقاً ، ومحمد جعفر . وأما تلامذته فلم يُذكر غير واحد وهو الشيخ سلمان التاجر الشاعر المعروف وقد رثى أستاذه بقصيدة نقلها صاحب رياض المدح والرثاء مدحه فيها وأثنى عليه غاية الثناء ، كانت وفاته كما في منتظم الدرين في العراق ويذكر أفراد عائلته أنه توفي في النجف ودفن فيها وكانت وفاته في 1338هـ الموافق 1919م ولم يكن قد بلغ الأربعين من العمر . والمصادر [ أعلام الثقافة ج2 : 637 ، ماضي البحرين وحاضرها :90 ، أنوار البدرين 215 ، منتظم الدرين خ ، رسالة البشرى في تراجم علماء الأسرة مطبوعة مع تقويم الحياة 2003 ، مقابلة خاصة ] .

7- العلامة الشيخ علي بن الشيخ حسن البلادي صاحب ( أنوار البدرين ) المتوفى في العام 1340هـ ، له كتاب ( وفاة الزهراء ) ، وقد طبع في النجف الأشرف . ولم أطلع عليه .

8- المرحوم الخطيب الشيخ محمد علي الناصري رحمة الله عليه فمن مؤلفاته ( قصة الزهراء) عُدت ضمن المطبوع من تراثه رحمه الله ، كانت وفاته في 17/ 12/1999م ، الموافق بالتاريخ الهجري9 رمضان1420هـ

9- العلامة الخطيب السيد محمد صالح ابن السيد عدنان القاروني البحراني ، له كتاب ( ليلة الإسراء في فاطمة الزهراء ) يشمل أحوالها ووفاتها صلوات الله عليها وقد طبع مؤخراً ضمن مجموعته في وفيات المعصومين ، وهو جمع روايات ولا يخلو من بعض التحقيقات بحسب ذوقه ، وله مصنف آخر ضمن كتاب طبع أيضاً تضمن ( وفاة الزهراء) ضمن مجموعة وفيات ، وله أيضاً كتاب ( رياض الإمامة في سيرة فاطمة الزهراء ) ولم أره ، قرأت عنه ضمن تعداد مؤلفاته بقلمه ، ولد هذا السيد الجليل في الخامس من ربيع الأوّل سنة 1339هـ الموافق 29 نوفمبر من العام 1919م في قرية البلاد القديم. أبوه القاضي المعروف السيد عدنان بن علوي بن علي بن عبدالجبار الثالث القاروني الموسوي ، وكانت وفاة هذا السيد في 28 ذي الحجة1427هـ ، 18 يناير 2007م ، ودفن في مدفن والده آية الله السيد عدنان الموسوي قدس سره في مقبرة الشيخ راشد من جبانة أبي عنبرة المعروفة .

وبعد فهذا غيض من فيض ، وماخفي أكثر من مؤلفات حرص فيها علماء البحرين على تدوين حياة وسيرة هذه المرأة العظيمة الصديقة الشهيدة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها وعلى أبيها وبعلها وبنيها . والحمد لله أولاً وآخراً
وكتب بيده الفانية
بشار بن عبد الهادي بن عيسى العالي البحراني
في 7 شهر رمضان المبارك 1431هـ