الثلاثاء، 17 مارس 2009

مسجد وعين جمالة

جمالة بفتح الجيم و بتشديد الميم وفتح اللام : ( عين ماء _ مسجد )
عين ماء قديمة جداً في منطقة البلاد القديم في البحرين ( أوال ) تقول بعض المصادر : تقع عين جمالة في الركن الجنوبي من مسجد جمالة، بينها وبين المسجد مسافة ستة أذرع، ولها مجرى ماء يتجه إلى الجنوب، يسقي البساتين والمزارع الواقعة على ساحل خليج توبلي.وذكرها التاجر في عقد اللآل كأشهر عيون البلاد القديم بعد عين قصاري .
وأما مسجد جمالة فهو مسجد قديم جداً تعتبره بعض المصادر التاريخية ثاني اقدم مسجد في البحرين بعد مسجد المشهد أو مايعرف اليوم بمسجد الخميس ووصفه المؤرخ السعيد بقوله :من أقدم هذه المساجد وارفعها بناء مسجد (جمالة)، إذ يبلغ ارتفاع أساسته أكثر من عشرة أقدام، ولذلك يطلق عليه اسم (مسجد الرفيع). جاء في أحد مطبوعات وزارة الإعلام ،وهذا المسجد يرجح بعض الخبراء أنه بني في القرن الثاني الهجري كما ذهب لذلك المؤرخ البحراني حسن السعيد في كتابه العقد النظيم في تاريخ أوال والبلاد القديم ، يقول هذا المؤرخ الذي ينتمي للبلاد القديم حول هذا المسجد : ولم يبق من معالم هذا المسجد سوى حجر المحراب الأثري . ويستطرد : وعندما هدم المسجد المذكور لأول مرة وذلك في عام 1971م بعد مضي أكثر من ألف ومأتي سنة ان لم يكن أكثر على تأسيسه ، جا ءنا ( جيمس بلجريف ) ابن مستشار حكومة البحرين ( تشارلس بلجريف ) يريد أن يأخذ حجر المحراب ، فأبينا عليه ذلك ، ورفضنا ان يأخذه ، وطلبنا من إدارة الأوقاف الجعفرية أن تحتفظ بالحجر إلى حين يكتمل بناء المسجد ومن ثم اعادة تركيبه في موضعه السابق . ويصف الحجر فيقول : ولهذا فقد جاء حجر المحراب المذكور تحفة من التحف الاثرية كتبت في أعلاه الشهادتين بعد البسملة وعلى جانبه أسماء أئمة أهل البيت .
أقول : يظهر أن جيمس بيلجريف هذا كانت له هواية التصوير وقد جمعت صوره التي التقطها في البحرين ومن بينها الكثير من صور أحجار اساسية لمساجد من ضمنها ( المشهد) ولعل الجمالة من ضمنها أيضاً ووضعها في كتاب له حول البحرين ، وياليت أهل البلاد القديم حافظوا على هذا الاثر المهم فلقد سمعت من بعض الإخوان أنه لما هدموا المسجد لإعادة إعماره في المرة الأخيرة قاموا بجهل وللأسف الشديد بتكسير هذا الحجر المهم في تاريخ البحرين والذي يثبت وجود الشيعة العرب في جزر البحرين من القرن الاول . ويقول السعيد أيضاً : وأخبرني أحد المسنين من اهل البلاد القديم نقلاً عن أبيه يقول : ان في مسجد جمالة قبر عالم من العلماء الأجلاء اسمه الشيخ إبراهيم ، اقول _ والقول للسعيد_ : ان صح هذا القول فإنه قبر الشيخ إبراهيم بن الحسن بن إبراهيم من علماء القرن السادس الهجري ذكره العلامة الماحوزي في الفهرست بقوله : الشيخ إبراهيم بن الحسن بن إبراهيم من اجلاء تلامذة المحقق العلامة أبي القاسم جعفر بن الحسن الحلي أعلى الله مقامه ، وأجاز له الرواية عنه والله هو العالم . وقد وضع المؤرخ السعيد صورة لحجر محراب مسجد جمالة المذكور في كتابه ووضعها محود بهجت سنان في كتابه البحرين درة الخليج وكتب تحتها بعض النقوش والكتابات الأثرية التي وجدت في مسجد العولي في مدينة البلاد القديم . وقد اشتبه الأمر على الكاتب المذكور محمود بهجت سنان صاحب كتاب البحرين درة الخليج العربي بوصفه (جمالة) على أنها قرية من قرى الساحل الشرقي فقال : قرية جمالة تقع في جنوب غربي البلاد القديم وفي شمال شرقي عين العذاري وتتصل بمسلك فرعي بطريق المنامة العام . وهذا غير صحيح كما أسلفنا لاإذ أن جمالة (عين ماء - ومسجد ) وليست بقرية