تاريخ السادة الأشراف في البحرين ( الحلقة الخامسة )
_النقيب البحراني_ ( تتمة )
_النقيب البحراني_ ( تتمة )
الحمد لله والصلاة على رسول الله ، وآله خير خلق الله وبعد : فقد انتهى بنا الحديث عن الكلام حول ذكر لنقيب تلقب بالبحراني وحول نسبه وهانحن نكمل الكلام عنه
الثاني : من الأسر الهاشمية التي لقبت بهذا اللقب ( العبيدلي) مع احتمالية التصحيف من العبيدلي إلى العبدلي ، وقد وقع هذا كثيراً في أعلام البحرين ، من القرن التاسع والعاشر الهجريين ، كما هو الحال في الشيخ داود بن أبي ( شافيز ) أو ( شافين ) أو ( شاهين ) وكإسم الشيخ حسين بن علي بن أبي ( سردال ) أو ( سروال ) ، أو كإسم الشيخ السيوري ، حينما صحفت ، وغيرها الكثير من الأمثلة ، والذي يقوي هذا الظن كون مسمّى العبيدلي وقع في السادة الأشراف ، والذين ينتهي نسبهم للإمام زين العابدين عليه السلام من طريق ابنه الحسين الأصغر ، وهو والد عبيد الله الأعرج ، ومنه سلالة العبيدليين ، ومنهم نقباء ونسابون أيضاً مثل ، شيخ الشرف العبيدلي والمتوفى في ( 435هـ) وهو أستاذ الشريفين الرضي والمرتضى ، واسمه محمد بن محمد ، وهو غير الشريف يحيى بن الحسن العقيقي العبيدلي صاحب كتاب المعقبين ، المتوفى في 277 هـ فإنه يلقب أيضاً بشيخ الشرف العبيدلي ، ومنهم أيضاً ، أحمد بن مهنا العبيدلي صاحب كتاب ( التذكرة في الأنساب المطهرة ) المتوفى في حدود 675 هـ ، والنسابة الأعرجي الكبير السيد جعفر صاحب ( مناهل الضرب ) من العبيدليين أيضاً ، فكلمة العبيدلي يمكن أن تكون رقماً لا يستهان به في عالم النسابين والأشراف ، هذا وقد قطن البحرين جماعة من العبيدليين من غير الهاشميين وأصولهم تعود لبر فارس منهم بالأمارات المتحدة وقطر والكويت وهم من العبادلة ، ولا يصح منهم نسب هاشمي وأربابهم لا يدعون النسب الهاشمي أيضاً .
هذا كله لو حملنا لقب العبدلي على النسب الهاشمي ، والرفاعي على أنه نسبة لمكان كما هو حال (الرفاع) منطقة من جزيرة البحرين ، أو نسبة للشيخ الرفاعي الكبير _ إلى طريقته _ كما هو الحال في الإنتساب لكثير من الصوفية والمذاهب السنية فينتسبون لمالك فيقال مالكي أو للشافعي أو الحنبلي وهذه النسبة شائعة عندهم ، كما ينتسب الصوفية منهم إلى الطريقة فيقال له الشاذلي طريقة ، أو الجيلاني ، أو الرفاعي بحسب انتمائهم للطريقة الصوفية والشيخ الذي تنسب إليه .
المستوى الثاني : إحتمال كون النسبة إلى الشيخ الرفاعي نسباً ، إلى جده رفاعة ، وبالتالي فيكون لقب العبدلي هو اللقب الأدنى واللقب الأعلى هو الرفاعي ، كما يقولون ( الموسوي الحسيني ) فالنسبة لموسى هي الأدنى والنسبة للحسين هي الأعلى وهذا متعارف في كتب الأنساب ومشجراتهم . أما من يكون العبدلي هذا فالله العالم ، سيما أن الإسم عبدلي يطلق على من ينتسب إلى شخص إسمه عبد الله ، وكذلك العبيدلي يطلق على من اسمه عبيد الله ، ولا أظن أن سلسلة الأنساب تخلو من هذين الإسمين ، فعلى هذا الإحتمال يكون العبدلي إسم أدنى في النسب ، والرفاعي إسم أعلى ، وسوف نتكلم عن السادة الرفاعية في البحرين في موضع الكلام إن شاء الله تعالى .
ومما يقوي الظن بكون هذا الشريف من السادة الرفاعيين أمران لا نغض الطرف عنهما :
1-وجود سلالة لهم استوطنت البحرين بقدوم آل خليفة ومنهم من سكن قطر من القرن العاشر . فهم قريبون من المنطقة التي كانت تسمى بالبحرين مجازاً في تلك الأزمنة . فلعل هذا السبب التصق لقب البحراني
2- وجود كتاب مطبوع لأحد أعلام الصوفية وهو: [ العبدلي الرفاعي محمد بن أحمد العبدلي البحريني الرفاعي (لباب المعاني في أخبار القطبين العظيمين الرفاعي والجيلاني) - (من شفاء صدور المؤمنين في هدم قواعد المبتدئين – لعله يريد المبتدعين _ ) بولاق 1307 عبد المجيد (أفندي) خيري ] [ ذكره هكذا معجم المطبوعات العربية / إلياس سركيس ج2 : 1299 ] ، ويبدو أنه من نفس السلالة أيضاً بقرينتي الرفاعي والعبدلي والبحراني التي تحولت للبحريني حتى يتم التخلص من لقب البحراني لدلالته على الشيعة وهوية التشيع في هذه المنطقة .
وخلاصة الكلام حول هذا النقيب :
1- أنه غير معرّف في المصادر ، ولعل وقوف الباحثين على المخطوطة يفتح أبواباً في التعرف على هذا الشريف بل ويفتح أبواباً في نسب الرفاعيين وتصحيحه ، وهو بذلك ينسف بحثنا الذي بنيناه على التكهنات لحين حصول المعلومات التامة الموثقة .
2- كونه (أوالي ) أيضاً شيء غير مجزوم به ، لكون الإسم يطلق على القطيف والأحساء وأوال ، وكون التصوف كحركة دينية انتشر في الأحساء والقطيف كما البحرين فالجزم بكونه بحراني بمعنى الأوالي محل نظر .
3- يظهر أنه على غير مذهب التشيع لعدة أسباب ، أهمها أن غالبية الأشراف الشيعة ينتسبون لأشرف الشرف في عمود السيادة وهم الأئمة الذين ينتمون إليهم فيقال حسيني أو موسوي أو رضوي ، وحتى لو انتسب لأحد آبائه أو قرية ما فإنه لا يترك الإنتساب للمعصوم فيقال مثلاً ، الأعرجي الحسيني أو الغريفي الموسوي ، أو الطباطبائي الحسني ، خصوصاً لو تأملنا في الألقاب الراجعة لتلك الحقبة التاريخية ، وأمر آخر وهو قرينة تضاف لما سبق أن رجلاً علماً مثل هذا وكونه نال نقابة الأشراف في البحرين أو القطيف أو الأحساء كيف لم يدون في الكتب الشيعية فهي قد رصدت من الرجالات من سبقوه ومن الأعلام من جاؤوا قبله فكيف تهمله على هذه الوجاهة إلا لكونه على غير مذهبهم وليراجع الباحث كتب التراجم الشيعية في القطيف والأحساء والبحرين ليرى هذا الأمر واضحاً .
وللحديث بقية
بشار العالي البحراني
في 1 ربيع الأول 1432هـ
الثاني : من الأسر الهاشمية التي لقبت بهذا اللقب ( العبيدلي) مع احتمالية التصحيف من العبيدلي إلى العبدلي ، وقد وقع هذا كثيراً في أعلام البحرين ، من القرن التاسع والعاشر الهجريين ، كما هو الحال في الشيخ داود بن أبي ( شافيز ) أو ( شافين ) أو ( شاهين ) وكإسم الشيخ حسين بن علي بن أبي ( سردال ) أو ( سروال ) ، أو كإسم الشيخ السيوري ، حينما صحفت ، وغيرها الكثير من الأمثلة ، والذي يقوي هذا الظن كون مسمّى العبيدلي وقع في السادة الأشراف ، والذين ينتهي نسبهم للإمام زين العابدين عليه السلام من طريق ابنه الحسين الأصغر ، وهو والد عبيد الله الأعرج ، ومنه سلالة العبيدليين ، ومنهم نقباء ونسابون أيضاً مثل ، شيخ الشرف العبيدلي والمتوفى في ( 435هـ) وهو أستاذ الشريفين الرضي والمرتضى ، واسمه محمد بن محمد ، وهو غير الشريف يحيى بن الحسن العقيقي العبيدلي صاحب كتاب المعقبين ، المتوفى في 277 هـ فإنه يلقب أيضاً بشيخ الشرف العبيدلي ، ومنهم أيضاً ، أحمد بن مهنا العبيدلي صاحب كتاب ( التذكرة في الأنساب المطهرة ) المتوفى في حدود 675 هـ ، والنسابة الأعرجي الكبير السيد جعفر صاحب ( مناهل الضرب ) من العبيدليين أيضاً ، فكلمة العبيدلي يمكن أن تكون رقماً لا يستهان به في عالم النسابين والأشراف ، هذا وقد قطن البحرين جماعة من العبيدليين من غير الهاشميين وأصولهم تعود لبر فارس منهم بالأمارات المتحدة وقطر والكويت وهم من العبادلة ، ولا يصح منهم نسب هاشمي وأربابهم لا يدعون النسب الهاشمي أيضاً .
هذا كله لو حملنا لقب العبدلي على النسب الهاشمي ، والرفاعي على أنه نسبة لمكان كما هو حال (الرفاع) منطقة من جزيرة البحرين ، أو نسبة للشيخ الرفاعي الكبير _ إلى طريقته _ كما هو الحال في الإنتساب لكثير من الصوفية والمذاهب السنية فينتسبون لمالك فيقال مالكي أو للشافعي أو الحنبلي وهذه النسبة شائعة عندهم ، كما ينتسب الصوفية منهم إلى الطريقة فيقال له الشاذلي طريقة ، أو الجيلاني ، أو الرفاعي بحسب انتمائهم للطريقة الصوفية والشيخ الذي تنسب إليه .
المستوى الثاني : إحتمال كون النسبة إلى الشيخ الرفاعي نسباً ، إلى جده رفاعة ، وبالتالي فيكون لقب العبدلي هو اللقب الأدنى واللقب الأعلى هو الرفاعي ، كما يقولون ( الموسوي الحسيني ) فالنسبة لموسى هي الأدنى والنسبة للحسين هي الأعلى وهذا متعارف في كتب الأنساب ومشجراتهم . أما من يكون العبدلي هذا فالله العالم ، سيما أن الإسم عبدلي يطلق على من ينتسب إلى شخص إسمه عبد الله ، وكذلك العبيدلي يطلق على من اسمه عبيد الله ، ولا أظن أن سلسلة الأنساب تخلو من هذين الإسمين ، فعلى هذا الإحتمال يكون العبدلي إسم أدنى في النسب ، والرفاعي إسم أعلى ، وسوف نتكلم عن السادة الرفاعية في البحرين في موضع الكلام إن شاء الله تعالى .
ومما يقوي الظن بكون هذا الشريف من السادة الرفاعيين أمران لا نغض الطرف عنهما :
1-وجود سلالة لهم استوطنت البحرين بقدوم آل خليفة ومنهم من سكن قطر من القرن العاشر . فهم قريبون من المنطقة التي كانت تسمى بالبحرين مجازاً في تلك الأزمنة . فلعل هذا السبب التصق لقب البحراني
2- وجود كتاب مطبوع لأحد أعلام الصوفية وهو: [ العبدلي الرفاعي محمد بن أحمد العبدلي البحريني الرفاعي (لباب المعاني في أخبار القطبين العظيمين الرفاعي والجيلاني) - (من شفاء صدور المؤمنين في هدم قواعد المبتدئين – لعله يريد المبتدعين _ ) بولاق 1307 عبد المجيد (أفندي) خيري ] [ ذكره هكذا معجم المطبوعات العربية / إلياس سركيس ج2 : 1299 ] ، ويبدو أنه من نفس السلالة أيضاً بقرينتي الرفاعي والعبدلي والبحراني التي تحولت للبحريني حتى يتم التخلص من لقب البحراني لدلالته على الشيعة وهوية التشيع في هذه المنطقة .
وخلاصة الكلام حول هذا النقيب :
1- أنه غير معرّف في المصادر ، ولعل وقوف الباحثين على المخطوطة يفتح أبواباً في التعرف على هذا الشريف بل ويفتح أبواباً في نسب الرفاعيين وتصحيحه ، وهو بذلك ينسف بحثنا الذي بنيناه على التكهنات لحين حصول المعلومات التامة الموثقة .
2- كونه (أوالي ) أيضاً شيء غير مجزوم به ، لكون الإسم يطلق على القطيف والأحساء وأوال ، وكون التصوف كحركة دينية انتشر في الأحساء والقطيف كما البحرين فالجزم بكونه بحراني بمعنى الأوالي محل نظر .
3- يظهر أنه على غير مذهب التشيع لعدة أسباب ، أهمها أن غالبية الأشراف الشيعة ينتسبون لأشرف الشرف في عمود السيادة وهم الأئمة الذين ينتمون إليهم فيقال حسيني أو موسوي أو رضوي ، وحتى لو انتسب لأحد آبائه أو قرية ما فإنه لا يترك الإنتساب للمعصوم فيقال مثلاً ، الأعرجي الحسيني أو الغريفي الموسوي ، أو الطباطبائي الحسني ، خصوصاً لو تأملنا في الألقاب الراجعة لتلك الحقبة التاريخية ، وأمر آخر وهو قرينة تضاف لما سبق أن رجلاً علماً مثل هذا وكونه نال نقابة الأشراف في البحرين أو القطيف أو الأحساء كيف لم يدون في الكتب الشيعية فهي قد رصدت من الرجالات من سبقوه ومن الأعلام من جاؤوا قبله فكيف تهمله على هذه الوجاهة إلا لكونه على غير مذهبهم وليراجع الباحث كتب التراجم الشيعية في القطيف والأحساء والبحرين ليرى هذا الأمر واضحاً .
وللحديث بقية
بشار العالي البحراني
في 1 ربيع الأول 1432هـ