الاثنين، 27 ديسمبر 2010

وداعاً أبا رضا


مرثية الشيخ محمد جابر الحجري (قدس سره)

رثاء الأخ العزيز الشيخ محمد جابر الحجري
هذه القصيدة في رثاء الأخ العزيز فقيد المنابر الحسينية الشيخ محمد جابر هلال الحجري الذي غيبه الموت بعد صراع مرير مع المرض ، وكان الفقيد أخاً مخلصاً صحبني وصحبته في الحل والسفر ، من تلامذة المرحوم أستاذي المقدّس الشيخ أحمد مال الله (قدس سره) ، إمتاز بشجاء الصوت وحسن الأداء في منبره ، كان تحصيله العلمي في البحرين لدى فضلائها ، خدم المنبر قرابة خمسة وعشرين عاما ،توفي في شوال 1431هـ ودفن في مقبرة الحجر ، وقد ألقيت هذه القصيدة على قبره في ختام فاتحته ( قدس الله روحه ونور بالحسين ضريحه )

***
تغرورقُ اليومَ حزناً مقلةُ الحجرِ* على فقيدٍ ثوى في تربةِ الحجرِ

مابُلَّ قبرٌ لهُ إلا بأدمعنا* لماهَمَت جزعاً تبكيهِ كالمطرِ

ياراحلاً نحنُ عنك الراحلون وفي* زفيرِنا حرقةٌ من أعمقِ الكدرِ

غادرتنا كي تكون الحيَ في زمنٍ * نعودُ موتى بهِ في غابرِ السيرِ

مابالُ عينكَ ذُبلى وهي ترمقُنا *مذ غالها المرضُ المفضي إلى السفرِ

أم كيفَ عن وردتي خديك ساغَ لنا* وِردٌ وريحك روح الورد والزهرِ

أين ابتسامتك الملأى ببهجتِها* وارى محاسنَها تربٌ عن النظرِ

أم نبرةٌ من حنان الصوت جُدتَ بها* على محبيكَ غابَتْ دونَما أثرِ

إلا الصدى في قلوب الناسِ يحفرُها* حفراً على رغم سكنى اللحد والحفرِ

هذا أنينُك مازالت صواعقُهُ* على القلوب لهيباً أيَّ مستعرِ

فالأربعون اْنطوت ولهى لبارئها* طيَ السجلِّ بكفّ الموتِ والقدرِ
أخي فقدتُك ذخراً كنتُ أحسبُهُ* في النائباتِ يقيني سطوةَ الخطرِ

واليوم أصبحَ دمعي أي منهمرٍ* حزناً وأصبحَ ظهري أي منكسرِ

فيا أُخيَّ وداعاً ملؤهُ ألمٌ* أخفيتُهُ فأبى يبقى كمستترِ

ففاضَ دمعاً وأناتٍ تقاذفُها* أمواجُ فقدِكَ ما إنْ عشتُ من عُمري

أبا (الرضا) كلُ شئٍ منك أذكرُهُ* أغفو فتوقظني الآهاتُ في الصورِ

أبا (الرضا) هذه الأعوادُ نادبةٌ* لمّا أُصيبَتْ بكسرٍ غيرِ منجبرِ

تبكي لفارسِها لمّا ترجَّلَ عنْ* عليائِهِ ورقى نداً إلى القمرِ

يامخلصاً لحسينٍ في مودتِهِ* حتى ملأت كيانَ السمعِ والبصرِ

طوبى لأنك جاورت النبيَ بهِ*(بالفوز في زمرة من أفضل الزمرِ)

طوبى لأنك جاوَرت الوصيَ وكمْ* أهداكَ من تحفٍ لاحت كما الدررِ

طوبى لأنك جاورت البتولَ وقد* ألقت عليك رداءاً غيرَ منحصرِ

هو الشفاعةُ في الأخرى لشيعتِها* والناس في محشرٍ كالسيل منحدرِ

طوبى بقرب كريم الآل تنظره* وهو الكريم الذي قد جاد للبشرِ

طوبى لأنك في سلك الحسينِ وقد* وفقت في خدمةٍ محمودةِ الثمرِ

حتى انتظمت بسلك الخالدين بنا* مجداً كما تُنظمُ الآياتُ في السورِ

تلقي الرثاءَ شجيَ الصوت تسمعُهُ* منك الملائكُ حينَ الفجر والسحرِ

واليت آل رسول الله محتسباً* وكنت ممن تبروا منه أي بري

سعيت في خدمة الإخوان ما اتسعتْ* منك الأكف بلا سأم ولا ضجرِ

حتى كُتبت حميدَ الذكر قد ختمتْ* بك المآثرُ في تاريخها العطرِ
9شوال 1431هـ