الأحد، 1 مايو 2011

إمتداد من القرن العاشر إلى يومنا ( الحلقة السابعة )

فروع الدوحة القارونية المباركة
_ الموسوية الحسينية البحرانية _


الموقع الجغرافي للأسرة
بحسب المصادر أن هذه السلالة استوطنت البحرين بجزيرة أوال قادمة من نواحي العراق ، وسبق أن استوطنت هذه الأسرة ( قصر ابن هبيرة ) بالقرب من الكوفة ، وكذلك ( سيرجان ) من نواحي كرمان بإيران ، كما هو حال السيد أحمد بن إبراهيم المجاب ، ووجدت في بعض المشجرات إضافة كلمة المصري أو مصري عند إسم (حسين) بن أحمد بن يوسف بن حمزة _ المذكور في السلسلة الأولى _ ولعلها تصحيف لكلمة بصري أو المرتضى وماشابه ، لأنني وبحسب تتبع المشجرات لم أجد من سلالة حسين بن أحمد بن إبراهيم المجاب من استوطن مصر والله تعالى العالم ، كما أن الكتب المختصة بهذا اللون مثل كتاب ( متنقلة الطالبيين ) لم يتعرض لهذا الفرع ، واستوطن آباؤهم البحرين ولم استطع أن أحدد من استوطن البحرين أولاً بشكل دقيق ، وكان مقر الأسرة الأول هو قرية (توبلي) من البحرين من حدود القرن الثامن ، فهي عش السادة الموسويين الحسينيين القارونيين ، وبها قبور أجدادهم ومنازلهم ، ومساجدهم التي عمروها بذكر الله تعالى فهي باقية على بساطتها بين أحياء قرية توبلي القديمة ، وبها الحسينيات التي طالما لهج الذاكرون فيها بإسم الحسين عليه السلام طوال العام ، وبها مزارعهم حيث استطعت أن أفك بعض الحروف من الكتابات القديمة بخط الثلث على صخور بعض القبور للسادة القارونيين وهم يوقفون بعض المزارع لأعمال الخير إلا أن هذه الوقفيات قد اندثرت وسُرق أكثرها وأصبحت في يومنا هذا أملاكاً خاصة لبعض المتنفذين فلاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم ، وقد هاجر بعض أفراد هذه السلالة إلى قرية ( كرانة ) منهم السيد عبد الله بن السيد سليمان القاروني ( متوفى قبل 1028هـ) وهو الموصوف بـنزيل كرانا ، وبينه وبين السيد ماجد الصادقي مودة حيث رثاه الأخير بقصيدة تتناقلها بعض الكتب الأدبية ، ولم أستطع تحديد موقعه على خارطة النسب والشجر القارونية الكبيرة التي أعدها إلا أنني افترض أنه يكون ابن السيد سليمان وأخاً للسيد محمد والسيد ناصر ، فناصر هذا منه امتد العمود النسبي حتى عبد الجواد كما سيأتي ، وهل لعبد الله بن سليمان القاروني سلالة في البحرين وذرية ؟ ، لم يصلنا من العلم شئ لكي نثبته .

ومن ( توبلي ) من قرى البحرين انتشرت أعقاب هذه الأسرة في ( البلاد القديم ) و (سار) و( باربار) و( مقابا ) و(المرخ) حتى ملئوا أكثر بقاع أوال بما فيها( المنامة ) و( السنابس ) ، وخارج البحرين مثل ( سيهات ) بالسعودية ، و(البصرة ) و( عبادان )، و( قصبة النصار) بالقرب من عبادان في إيران ،و( المحمرة) ، و(الكويت) ، و( بندر لنجة ) و( دبي ) و( أبوظبي ) ، و ( سلطنة عمان ) ومازال البحث جارياً حول أماكن تواجد هذه الأسرة لنتمكن من تدوين كل المعلومات إن شاء الله تعالى .

ذرية السيد علي بن سليمان القاروني الحسيني

توقفنا في تسلسلنا في الحلقة السابقة عند علي بن سليمان بن علي بن ناصر ، وحيث أن هذه الشخصية هي محورية في الشجرة القارونية حيث قال البعض أنه هو ( القارون الزاهد ) كما بينا ، مع أننا لا نقبل بهذا الرأي لعدة اعتبارات ، ولكن هي شخصية محورية ، ويبدو أن علياً هذا هو من العلماء لأن السيد الحسيني الأشكوري نقل في كتابه تراجم الرجال ، أن السيد علي بن سليمان بن علي بن ناصر كان متواجداً في مدينة مشهد للتحصيل العلمي وإسمه على كتاب دراسي مؤرخ في 15 جمادى سنة 971هـ ، ويبدو أنه كان في ذلك الوقت في مقتبل عمره لبعض القرائن الخارجية أما ذريته فبين احتمالين
الإحتمال الأول : أنها منحصرة في سيد عبد الجواد ومنه تتفرع إلى إسماعيل ومحمد _ وهو اختيارنا _ ويؤيده [مشجر السادة آل قاهري ، شجرة النسب العلوية للسيد محمد صالح ، المشجر الوافي ج 1 :96 ] وكلا هذين المصدرين الأخيرين أشد ضبطاً من غيرهما
الإحتمال الثاني : أن له ولد اسمه محمد وهو والد حسين وحسين هذا هو أبو عبد الجبار الأول ، وعبد القاهر ، بحسب المصادر التالية [ شجرة السادة الساريين ، مشجرة سادة سار _ من البحرين _ ، عمود نسب علوي بن سليمان بن محمد ( منتظم الدرين ج3 :53 ) ، ] ، وفي النفس شئ من هذه المصادر الثلاثة في ضبط النسب لمن يتمعن فيها بدقة .
ذرية السيد عبد الجواد القاروني الحسيني
ومن عبد الجواد بن علي بن سليمان يتفرع غصنان .
الغصن الأول : إسماعيل بن عبد الجواد بن علي ، فله من الأولاد ، سليمان ، وسليمان أنجب (1) أحمد _ لم نعثر على عقبه_ (2) جعفر _ لم نعثر على عقبه _ (3) كاظم _ لم نعثر على عقبه_ (4) هاشم ، وهو آية الله السيد هاشم بن سليمان بن إسماعيل التوبلي أو (التوبلاني) كما هو مشهور على غير القياس ، فقيه بحراني ، ومحدّث وشهرته نار على علم صاحب مؤلفات كثيرة أغنت المكتبة الشيعية من أهمها تفسير البرهان وكتاب غاية المرام مطبوعان ، ويصل مؤلفاته إلى أكثر من خمسين عنواناً ، تولى زعامة القضاء في البحرين وزعامة البحرين الدينية زمن الحكم الصفوي للجزيرة وعرف بجرأته في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وكان حازماً حتى على الحكام كانت وفاته مرددة بين 1107هـ أو 1109هـ ، من تلامذته والمجازين عنه الشيخ محمود بن عبد السلام المعني ، والشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي وغيرهم من البحرين وخارجها ، وتنقل بين البحرين والعراق وإيران ، ويمتلك مكتبة ضخمة ، مدحه جلّ المؤلفين في التراجم وأثنوا عليه ، توفي في قرية النعيم ونقل ليدفن في قرية آبائه وأجداده ( توبلي ) في مسجد يعرف قديماً بإسم ( ماثنى ) وقبره مزار عند عامة شيعة البحرين يتبركون به من زمن الآباء والأجداد ، إلى يومنا وينقلون عنه الكثير من الكرامات .

ذرية السيد هاشم التوبلاني القاروني الحسيني

ويتفرع من السيد هاشم هذا أربعة فروع (1) محسن ، من الفضلاء أيضاً بحسب ما نقله البعض (2) محمد جواد _ بتردد _ (3)عيسى ، وهو عالم دين كانت لديه مصنفات والده ، ولعيسى هذا ولد إسمه سيد حسين ذكره فارس تبريزيان في كتاب ( العلامة السيد هاشم ) وأن للسيد حسين تلميذ هو الحاج علي رمضان الإحسائي الشاعر المعروف ، (4) علي وعلي له ولد إسمه السيد محمد وهو عالم جليل ومبلّغ عاش في مدينة خنج في إيران للتبليغ ، ثم هاجر إلى مدينة أسير وتوفي بها وقبره مزار معروف بها ، وله ذرية في إيران إلى يومنا ، ورأيت عمود نسب لأحدهم عليه توثيق العلامة الثبت النسابة آية الله السيد شهاب الدين المرعشي يوصله للإمام موسى بن جعفر الكاظم (ع) ، وهذا العمود هكذا : أحمد بن محمد بن طالب بن إبراهيم بن رضا بن أحباب بن السيد محمد بن السيد علي بن السيد هاشم ..إلخ ، وبحسب بعض النقولات أن ذرية السيد هاشم يعرفون بالسادة البرهاني نسبة لكتاب البرهان في تفسير القرآن ، كما هو متداول عند الكثير من الأسر العلمية ، ولعلي أحظى ببعض المشجرات عن ذرية السيد هاشم مستقبلاً فندرجها ضمن بحثنا ، وعلى العموم فمجمل ذرية السيد هاشم التوبلاني هم خارج البحرين ، وقد ينتسب له بعض من لاعلم له بالنسب فيقول جدنا السيد هاشم يقصد من صلبه ، إلا أن أكثر السادة في توبلي وغيرها من القرى من نفس شجرته وأرومته وليس من أولاده الصلبيين إذ لا يثبتون ذلك بدليل ، وسمعت من ضمن هؤلاء الخطيب السيد علوي بن سيد حسين التوبلي _ المعاصر _ والمتوفى في أغسطس 2010م ، يقول أنه من ذريته ، وفي ظني أنه ليس له ذرية في البحرين بل هاجروا في ربوع إيران ولهم انتشار هناك ، فمن ذلك الإنتشار ماوجدته في ترجمة العلامة الجليل السيد عباس المهري نزيل الكويت و المولود في قرية (مهر) من توابع ( لار ) في إيران عام 1333هـ ، 1915م والذي عاش جزءاً من حياته في الكويت وتوفي ودفن في مدينة قم المقدسة وذلك في العام 1408هـ ، 1988م ، وهو والد العلامة السيد مرتضى المهري ، قرأت في سيرته أن والدته السيدة خديجة كانت من النساء الفاضلات، ويرجع نسبها إلى المحدّث والمفسّر الكبير السيد هاشم البحراني قدس سره ، ولعل المتقصّي في هذا الجانب يجد ضالته في هذه المدينة من نواحي إيران .

الغصن الثاني : محمد بن عبد الجواد بن علي ، ذكره الطهراني في الطبقات ، كان حياً سنة 1017هـ ، حيث صحح نسخة من كتاب الحبل المتين ، وهو من العلماء الفضلاء الذين لم يصلنا من أخبارهم شئ ، وللسيد محمد بن عبد الجواد هذا ولدان ، (1) السيد علي ويكنى بأبي الحسن ، _ لم نعثر على عقبه _ كتب السيد هاشم كتابه الهادي ومصباح النادي بإسمه ومدحه السيد هاشم كثيراً كما في مقدمة الكتاب ويبدو عليه من أهل الفضل والوجاهة ، (2) السيد حسين ، وللسيد حسين هذا فرعان نتعرض لهما بشئ من التفصيل لأنهما مجمع لأكثر السادة القارونيين في هذه الأزمنة .
( الأول ) فرع السادة آل عبد القاهر القاروني ( قاهري )
الفرع الأول : السيد عبد القاهر بن حسين بن محمد بن عبد الجواد ( السادة آل قاهري) ، وقد قاموا بإضافة هذا اللقب للتمييز بينهم وبين بقية القارونيين الذين يشاركونهم في الديار سيّما من بني عمومتهم ( آل سيد عبد الجبار) _ يأتي الكلام عنهم _ فيقال فرع السيد عبد القاهر حتى تحولت إلى (قاهري) ومنهم جماعة عاشوا في ربوع إيران ثم عادوا ليقطنوا البحرين إلا أن اللكنة الفارسية ونمط الحياة والطبائع الفارسية ظلت ملازمة لأكثرهم ، وكثير منهم يجيد اللغة الفارسية ، ويسميهم أهل البحرين ( عجم ) مع أنهم من بيت ساد العرب والعجم والدنيا وهو بيت النبي محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين . وبقي منهم خارج البحرين أكثر ممن رجع إليها .
فعبد القاهر ( الأول ) له من الذرية ، حسين _ من مصادر غير موثقة للآن _ ولحسين سليمان ولسليمان حسين في المحمرة قبره ، ولعبد القاهر (الأول) أيضاً ولد علي وعلي ولد له حسين وولد لحسين ولدان عبد القاهر الثاني وماجد ، (1) ماجد ، ومن ذريته محمد ، وقاسم ، وما وصلني عن محمد شيء ، أما قاسم فولد له سليمان وولد لسليمان عبد الله وولد لعبد الله محمد سعيد ، وحسن ، أما حسن فولد له أحمد ولأحمد كاظم ولكاظم راضي ولراضي جواد ، وهذا تمام ما استطعت إثباته من ذرية ماجد بن حسين بن علي بن عبد القاهر .
(2) عبد القاهر الثاني بن حسين بن علي بن عبد القاهر الأول ، وبحسب شجرة السيد محمد صالح العدناني الذي تتبع هذه الذرية ، أن لعبد القاهر هذا ستة أولاد وهم ، حمزة ، وجعفر ،وهاشم ، ومحمد ، وعلي ، وحسين . وولد لحسين هذا عبد القاهر الثالث ولعبد القاهر الثالث ولد حمزة المتوفى بحسب التعاليق على بعض المشجرات _ في النجف عام 1942م ، والله العالم ، وله ذرية وهم ، عبد القاهر ، وعبد الوهاب ، و عبد ، وحميد ، ولكل واحد منهم امتداد وذرية . يرجع لتفاصيلها في المشجرات المفصّلة .
ومن الملاحظات المهمة أن مادوّن في المشجرات التي ننقلها هنا في كتاباتنا ليس هو كل الشجرة إنما هو بعضها بحسب ما أُدركَ ودُوّن وإلا فهناك الكثير من الأسماء التي لم تدون وبالتالي فعلى من يحاول أن يكمل الطريق أن يوصلهم ، فهذا جزء من معالم هذه الشجرة المباركة .

أعلام السادة آل عبد القاهر الحسيني

1- السيد عبد القاهر بن حسين بن علي ( الثاني ) :

ترجم له في أنوار البدرين فقال مانصّه : [(ومنهم) السيد الفاخر الفاضل الماهر السيد عبد القاهر التوبلي البحراني كان رحمه الله تعالى من أفاضل تلامذة العالم المشهور الشيخ حسين آل عصفور مشهورا بالعلم والفضل إلا أني لم أقف على شيء من أحواله ولا شيء من مصنفاته والحوادث التي وقعت على بلاد البحرين، أذهبت أكثر آثارها في البين وحدثني شيخنا الثقة العلامة (أعلى الله مقامه) أن المرحوم الشيخ حسين آل عصفور رأى ليلة من الليال في الطيف إنه أتى إلى محراب مسجده الذي في قريته الشاخورة الذي يصلي فيه الجمعة والجماعة المعروف بمسجد حبيب وبال فيه سبع بولات (أي سبع مرات من البول) فانتبه متكدرا من هذه الرؤيا حتى أنه لم يخرج للبحث والتدريس فلما اجتمعت العلماء والطلبة من أطراف البحرين وغيرها وقد كان العلم رائجا في زمانه كما قدمنا سألوا عما بالشيخ فأخبروا أنه غير طيب النفس ولم يعلموا بالسبب فدخل عليه هذا السيد (صاحب الترجمة) وكان أجرا تلامذته عليه بعد طلب الإستئذان إليه فرآه حزينا كئيباً فسأله عن سبب ذلك فأخبره بما هنالك، فقال له السيد المذكور إن رؤياك هذه حسنة مبشرة ينبغي لك أن تحمد الله عليها وتلبس ثياب المسرة والبشرى إليها فقال له: وما ذاك؟ فقال له السيد إن رؤياك تدل على أن الله تعالى يرزقك سبعة أولاد ذكورا علماء فضلاء وكلهم يخلفونك ويصلون في هذا المسجد أئمة للإنس وكان الشيخ قبل ذلك ليس له ولد ذكر أصلا فلما سمع الشيخ من السيد بتفسيرها وتعبيرها انجلى عنه ما يجده من الهم والثبور وتبدل ذلك عليه بالبشرى والسرور وخرج للتدريس على عادته حامدا مستبشرا فما كان إلا وقت يسير حتى من الله عليه بما ذكره السيد المذكور فرزقه الله سبعة أولاد علماء فضلاء مجتهدين وكلهم صلوا الجماعة والجمعة في ذلك المسجد المزبور والعلم كله في العالم كله إلا ما استأثر الله به دون خلقه واختص به رسله وأنبيائه وأمنائه (صلى الله عليهم أجمعين)...إلخ ]
ومانستطيع تحديده من التواريخ في حياة هذه الشخصية هو كونه معاصراً للشيخ حسين العصفور المستشهد في 21 شوال 1216هـ حوالي العام 1802م ، ويبدو أنه من الجيل الأول من تلامذة الشيخ حسين العصفور ، لأن أولاد الشيخ حسين هم من تلامذته أيضاً ، وعلى حسب هذه الحادثة المنقولة من تعبير الرؤيا يكون السيد من الجيل الأول من تلامذته ، ولا نمتلك تاريخاً محدداً عن وفاته ، أو هل بقي في البحرين بعد وفاة أستاذه أم لا ؟ والله تعالى العالم .

2- السيد حسين بن عبد القاهر بن حسين :
وهو ابن السابق ، ترجم له في أنوار البدرين فقال مانصّه : [ (ومنهم) ابنه الفاضل المحقق السيد حسين ابن السيد عبد القاهر المذكور خرج من البحرين وسكن البصرة تارة والمحمرة أخرى وأكثر سكناه في البصرة وبها توفي، قرأ عليه ابن عم والدي الفاضل الأواه الشيخ عبد الله ابن الحاج محمد ابن الشيخ سليمان في البصرة كتاب (قواعد العقائد) للعالم الرباني الشيخ ميثم البحراني من أوله إلى آخره وهو كتاب عجيب محكم الأدلة مكتوب على آخره الإنهاء بخط ابن عمنا ووصفه بأوصاف جليلة ونعوت جميلة وقرأ عليه العالم الفاخر الشيخ ناصر بن نصر الله القطيفي في العلوم العقلية وكان الشيخ ناصر المذكور يبالغ في علمه وفضله وتقواه ونبله وذكر له كرامة حسنة قد شاهدها هو وجميع الحاضرين وهي أنه لما توفي قدس سره وخرجت الشيعة من أهل البصرة مشيعين لجنازته قاصدين بها النجف الأشرف بتشييع عظيم والناس في بكاء وعويل جسيم ومروا بجنازته على العشار المعلوم من البصرة وكانت هناك سفينة فيها جماعة من المخالفين من أهل الكويت وفيهم رجل هو ( نوخذا ) تلك السفينة فلما رأى كثرة الناس واجتماعهم وصراخهم فأظهر كلاما فيه الشماتة والسرور فما أكمل كلامه حتى وقعت على رأسه قفية وهي خشبة في السفينة لرفع الحبال من آلاتها فأهلكته بلا إمهال وعجل الله له في الدنيا قبل الآخرة النكال والناس يرونه بذلك الحال وله في الآخرة أشد العذاب والوبال، ومن أهل هذا البيت بارك الله عليهم ] _ انتهى _ أقول : ذكره مترجماً في منتظم الدرين عن تاريخ العصفوري إلا أن العصفوري أدخل لقب الغريفي على الإسم ونقله المنتظم غفلة وهذا تصرف منه سامحه الله إذ أن صاحب أنوار البدرين وهو أدرى بشعابها لم يذكر هذا اللقب ، ولا غيره ، بل لايحيدون عن لقب التوبلي، وفي كتاب جوامع الكلم يسأل السيد الشيخ أحمد بن زين الدين الإحسائي والأحسائي يجيب ، في أكثر من موضع والرسائل مؤرخة بعدة تواريخ منها [1214هـ و 1240هـ] وفي منتظم الدرين : وكان حياً سنة 1256هـ ، رأيت له توقيعات عدة على كثير من الوثائق العقارية آخرها بالتاريخ المذكور ، فهو معاصر للعلامة الشيخ حسين العصفور ولا يبعد أن يكون قد تتلمذ عليه أيضاً فيكون هو ووالده من المستفيدين من الشيخ حسين ( قدس سره ) ، وعلى أية حال فالمظنون بشكل قوي أنه لم يتجاوز القرن الثالث عشر والله تعالى العالم . وقد مدحه السيد الشاعر خليل الجدحفصي بأبيات ذكرها في منتظم الدرين يقول فيها :
ألا يا ابن بنت المصطفى ياحسين من* صفات علاه لا أطيق لها عدّا
لأنت أجل الناس قدراً ورفعةً * وأنداهمُ كفاً وأزكاهمُ جدا
وأعلاهمُ فخراً وأسماهمُ أباً * وأطولهم باعاً وأوسعهم رفدا
وعدت فقل لي أين وعدك سيدي * فعندكَ كفرُ المرء أن يخلف الوعدا
****
ويبدو أن في هذه الذرية جماعة من العلماء الفضلاء المجهول أمرهم عنا ومنهم أدباء وأفاضل ، ومنهم السيد رضا قاهري صاحب الإهتمام بالمخطوطات القديمة ، ولديه نوادرٌ من المخطوطات والكتب والوثائق _ مد الله في عمره _ ونكتفي بهذا المقدار عن عائلتي السيد هاشم التوبلاني وعائلة قاهري لنواصل حديثنا في بقية هذه الشجرة المباركة والحمد لله أولاً وآخرا .
بشار العالي البحراني
28 جمادى الأولى 1432هـ