الاثنين، 20 يوليو 2009

الإنشاد في الحسين عليه السلام

الإنشاد في الحسين عليه السلام

محاضرة في مجلس فاتحة خطيب المنبر الكبير
السيد جعفر الكربابادي
مقدمة
عن مولانا الصادق صلوات الله عليه : ( من أنشد في الحسين فأبكى واحداً فله الجنة ... ) كامل الزيارات لإبن قولويه .
اهتمت روايات أهل البيت كثيراً بمسألة البكاء على الحسين عليه السلام وهو نوع من الآليات المستخدمة لحفظ قضية هذا الإمام المعصوم ، لأسرار وأهداف إلهية كثيرة . ومن هنا جاء دور الشرع الذي تحدث عن الشعائر الحسينية حيث أعطاها صبغة العبادة وجعل لها أجراً وثواباً كما لأي واحدة من العبادات المعروفة وهذا طبعاً مما تميز به المذهب العظيم لأهل بيت العصمة صلوات الله عليهم ومن خلال هذه المقدمة يمكن أن نتحدث عن الشعائر في نقطتين .
النقطة الأولى : الشعائر المنصوصة والشعائر غير المنصوصة
والمراد من الشعائر المنصوصة هي تلك التي ورد عن أهل بيت العصمة نص بخصوصها كشعيرة الزيارة للنبي وأهل البيت صلوات الله عليهم فقد روى المفيد في المقنعة عن الصادق عليه السلام أنه قال [ من زار الحسين بن علي عليهما السلام لا أشراً ولابطراً ولا رياءً ولا سمعة مُحّصت ذنوبه كما يمحص الثوب في الماء ، فلا يبقى عليه دنس ويكتب له بكل خطوة حجة ، وكلما رفع قدمه عمرة ] حيث نجد النصوص كثيرة حتى قام أحد المحدثين بجمعها وهو ابن قولويه في كتابه كامل الزيارات وغيره فهي نصوص عن الأئمة وجدهم الأقدس حول فضل الزيارة وثوابها ، وكذلك مسألة البكاء على مصيبة الحسين عليه السلام فقد عقد في كامل الزيارات باباً خاصاً في ثواب من بكى على الحسين جاء فيه مثلاً :عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر (ع) أنه قال كان علي بن الحسين عليهما السلام يقول : [ أيما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين بن علي دمعة حتى تسيل على خده بوأه الله بها في الجنة غرفاً يسكنها أحقابا ... إلى آخر الحديث ]. وورد في نفس المصدر أيضاً على سبيل المثال ما عن أبي عبد الله (ع) : [ إن البكاء والجزع مكروه للعبد في كل ماجزع ماخلا البكاء والجزع على الحسين بن علي فإنه فيه مأجور] . وإلى غير ذلك الكثير من الروايات التي تدل على هذه الشعائر بشكل صريح

نعم هناك بعض أنواع الشعائر ربما لم يتم الإستدلال عليها وعلى كونها من الشعائر بشكل مباشر بل هي متصيدة من خلال روايات كثيرة وقرائن يفهم منها أن هذا الأمر مرغوب فيه ومن هذه الأمور على سبيل المثال لا الحصر :
1- المشي إلى زيارة الحسين بخصوصه
2- لبس السواد على مصاب الحسين صلوات الله عليه
وهناك أمور اعتبرها العرف وحتى المتشرعة من الشعائر الحسينية وهي ليست بمنصوص عليها وربما هذه النقطة التي أدخلتنا في الكثير من الجدليات في شأنها سواء على المستوى الفقهي أو المستوى الفكري العام للمذهب الشيعي ، كمسألة التطبير أو مسألة ضرب الظهور بالسلاسل وهو المعروف (بموكب الزنجيل ) أو حتى مواكب لطم الصدور فهي من القسم الغير المنصوص ويمكن معالجة هذه المسألة فقهياً عبر سعة قاعدة الإحياء ( أحيوا أمرنا ) وكون إحياء أمرهم عليهم السلام ذا سعة بحيث يمكن إدراج الكثير من العناوين مالم تكن مخالفة للمبادئ العامة وفقهيات المذهب والكلام هنا ليس محله .
نعود للمنصوص من الشعائر حيث يتصدر الشعر كما هو الحديث الذي بدأنا به . فالشعر من الشعائر المنصوص عليها من زمن النبي وحتى آخر الأئمة صلوات الله عليهم .

النقطة الثانية : هناك نمطان في شعيرة ( الشعر ) الحسيني ومن خلال النص الذي بدأنا به الحديث نلاحظ هذه المسألة وهما :

النمط الأول : الإنشاء : كما عن عيون أخبار الرضا يرويه الصدوق عن مولانا ثامن الحجج يقول : [ من قال فينا بيت شعر بنى الله تعالى له بيتاً في الجنة ] وإن كان القول أعم إلا أن إنشاء الشعر من أبرز مصاديقه كما لا يخفى . وفي نفس المصدر عن أبي عبد الله (ع) أنه قال : [ ما قال فينا قائل بيتاً من الشعر حتى يؤيد بروح القدس ] وفي نفس المصدر أيضاً عن الرضا (ع) : [ ما قال فينا مؤمن شعراً يمدحنا به إلا بنى الله له مدينة في الجنة أوسع من الدنيا سبع مرات يزوره كل ملك مقرب وكل نبي مرسل .... إلى آخر الحديث ] . وكما جاء في بعض المصادر أيضاً عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله [ أنه دعا للنابغة الجعدي لما قال فيه :
أتيت رسول الله إذ جاء بالهدى ويتلو كتـاباً كالمجرة نيـّرا
فقال فيه رسول الله لا يفضض الله فاك فأغبر مائة سنة لم تنغص له سن ] ، وكذلك حسان بن ثابت ، لما أن أخبره النبي بقوله مازلت مؤيداً بالروح القدس مادمت ناصرنا بلسانك ... إلى غير ذلك الكثير من الشواهد .
النمط الثاني : هو الإنشاد وهو أن يقوم المنشد للشعر بقراءته وإلقائه وهذا الأمر لا يقل أهمية عن سابقه ولذلك نصّت الروايات عليه لما له من مكانة فكم من قصيدة كانت مندثرة ومنسية أحياها لسان منشدها وأعطاها روحاً في طريقة ترنمه بها وكيفية إنشادها
وهو الدور الذي يقوم به الخطباء اليوم والرواديد حفظهم الله في إحياء أمر مولانا الحسين وأهل بيته الطاهرين .
وفي هذا النمط نشاهد بعض الروايات نأخذ منها على سبيل المثال مارواه المحدث الأقدم ابن قولويه قدس سره في كامل زياراته عن أبي عبد الله (ع) : من انشد في الحسين بيت شعر فبكى وأبكى عشرة فله ولهم الجنة ، ومن أنشد في الحسين بيت شعر فبكى وأبكى تسعة فله ولهم الجنة ، فلم يزل حتى قال : من أنشد في الحسين بيتاً فبكى _ وأظنه قال : أو تباكى فله الجنة ] وفي رواية أخرى عن كامل الزيارات أيضاً مارواه بإسناده عن أبي هارون المكفوف قال دخلت على أبي عبد الله (ع) فقال لي أنشدني فأنشدته فقال :لا كما تنشدون وكما ترثيه عند قبره قال فأنشدته :
امرر على جدث الحسين وقـل لأعظمه الزكيـة
_ أقول يظهر من هذا الخبر أن الإمام طلب من أبي هارون أن ينشده بطريقة غير التي كان ينشدها وفي خبر آخر يظهر أنه نفس الخبر ونفس موقف أبي هارون قال له الإمام [ – أنشدني كما تنشدون _ يعني بالرقة ] ولعل التوضيح من الراوي إلا أنه يتضح أن الإمام طلب نمطاً أو مايتعارف لدى الخطباء اليوم بالأطوار التي هي كيفية معينة من قراءة الأبيات والقصيد أو ما يعرف في العرف اليوم باللحن .
وهذه إحدى ميزات الخطابة الحسينية الأصيلة التي هي أساساً إنشاد الشعر ونظمه في حق أهل بيت العصمة صلوات الله عليهم وأنت ترى الروايات كيف وضعت لها هذا المقدار الكبير من الوزن والثواب ليحفل التشيع بعد ذلك بمدارس في فن الإنشاد استقت أسسها من كلام الأئمة والذين شجعوا على إقامتها والحث عليها وتعاهدها .

النقطة الثالثة : وقفة مع السيد الكربابادي قدس سره
السيد جعفر رحمة الله عليه أحد الخطباء القلة في البحرين الذين عرفوا بالتميّز من مميزات خطابته رحمه الله :
1- في أداء الشعر كان له رحمه الله دور كبير في الحفاظ على الشعر التراثي البحراني للشعراء البحرانيين كالمرحوم ملا عطية الجمري والمرحوم ملا علي بن فايز رحمهما الله فهذه ميزة فيه وهي الحفاظ على تراث البحرين الأدبي والشعري .
2- الجرأة في الأداء واللحن وهي صفة يبرز جوهرها شجاعة الخطيب وثقته في نفسه وهي ملكة إن صح التعبير تصقلها سنوات الممارسة الطويلة ولا ضير فقد كان رحمه الله قد قضى سني عمره وزهرة شبابه في خدمة المنبر الحسيني .
3- الإبتكار في الأطوار الحسينية وقد سألت الفقيد رحمه الله عن الطور الذي يتميز به فقال لقد أجراه الله على لساني وأخبرني قصته وهي أنه كان يوماً ما جالساً مع صديق دربه وقريبه الخطيب الكبير المتميز الشيخ ميرزا الأسود قدس سره في ليلة شتاء عند ما يعرف بـ( الدوّة ) وهي مايوضع فيه الجمر للتدفئة عادة حيث وجد نفسه يترنم بأبيات على نمط معين مما جعل الشيخ ميرزا الأسود يتساءل من أين تعلمت هذا الطور فقال له السيد جعفر الآن أنا انشده هكذا فقال الشيخ ميرزا إنه طور متميز فأخذا يكررانه معاً حتى أصبح هذا الطور ملازماً لهما إلا أن الناس والخطباء في البحرين يطلقون عليه طور السيد جعفر الكربابادي وهو معروف عند من يتعاطى الخطابة في البحرين ومشهور لديهم ، فهو خطيب صاحب مدرسة في الخطابة والإنشاد الحسيني
فما تحسب هذه الهبة الحسينية إلا أنها مما نطق به الروح القدس على لسان هذا الخطيب المخلص حيث أبكى الناس طوال حياته على مصيبة أبي عبد الله الحسين صلوات الله عليه ومازال صدى صوته يتردد في مآتم البحرين ومحافلها وحسينياتها حتى ظهور الحجة إن شاء الله تعالى فرحمك الله أيها السيد الجليل وحشرك مع الحسين وأحبته وجعلك معه في ظله يوم لا ظل إلا ذالك الظل الظليل والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين .

مصادر البحث :
1- عيون أخبار الرضا (ع) الشيخ الصدوق
2- كامل الزيارات لإبن قولويه
3- مقابلة مع الفقيد رحمه الله

الأحد، 19 يوليو 2009

فقه الأعراس والمواليد للشيخ البناء

فقه الأعراس والمواليد
محاضرة لسماحة الأستاذ الكبير الشيخ هاني البناء حفظه المولى
ونظراً لأهمية موضوعها وحيويته أنشرها
للإستفادة العامة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
في البداية نود أن نقدم لكم الشكر الجزيل لما تقدمونه من دور كبير ومتميز في خدمة المذهب وخدمة أهل البيت (ع) شكراً موصولاً بالدعاء لكم بمزيد من العطاء .
تنبيهات:
في البداية وقبل الحديث عن فقه الأفراح لابد من التنبيه على أمور:
1- ورد عن أمير المؤمنين (ع) قوله: ( من اتجر بغير علم ارتطم بالربا ثم ارتطم ) ، من الواضح أن الشيطان يترصّد للعباد ويوسوس لهم ليصرفهم عن الهداية وطرق الخير ويتركّز نشاطه بدرجة أشد في إفساد الطاعات وإبطال الصالحات لذا لو لاحظنا بعض الطاعات نجد أنها ابتعدت عن أهدافها وانحرفت عن مسارها كل ذلك بسبب التأثير الشيطاني[1] . ويتأكد دور الشيطان في الوسوسة بما يرتبط بالظواهر الاجتماعية فيسعي للتأثير على كل ما من شأنه أن يصرف جماهير الأمة فيأتي ليُفسِد العالِم وبزلة العالِم يَفسُد العالَم لذا تتضح المسئولية عليكم أيها الأخوة فأنتم يمكن أن تساهموا في الإصرار على نجاح المسيرة وحركتها في صراطها المستقيم ويمكن أن يزل البعض فيساهم في حرف المسيرة وتغيير المسار. وأنتم أعلم بموقعكم وتأثيركم فالواحد منكم تحصل له نجومية وشهرة تدعو لأن يعطى موقعاً دينياً كبيراً فقد يلجأ له الناس في مسألة دينية أو مشكلة أسرية وما إلى ذلك كل ذلك ناتج عن إيمانهم بأنكم أصحاب موقع ديني خطير قد يفيد وهذا هو المؤمّل وقد يضر وهذا ما لا تريدونه أنتم ولا نتمناه لكم.
2- العمل الاجتماعي يحتاج إلى الالتفات إلى نقطة وهي أنك في عملك الشخصي يمكنك الرجوع لفتوى من تراه حجة وتقلده في العمل ولكن في العمل الاجتماعي قد يتطلّب الموقف العمل بالاحتياط فمثلاً لو حضرنا جنازة اختلف الفقهاء في حكم غسلها هل تغسل مع المسح على الجبيرة أم تيمم هنا مشكلة لأنني لو غسلته ومسحت على الجبيرة اعتماداً على فتوى من أقلد حينها سيعتبر عند من يقلد من يفتي بوجوب التيمم ميت لم يجهز لذا المتعين في مثل هذه الحالات الإحتياط بأن يغسل وييمم وكذا ما نحن فيه فقد تكون ألحاني محللة بالنظر لفتوى من أقلد ولكن الكثير ممن حضر المناسبة يقلد من لا يرى الجواز لذا يتعين عليّ مراعاة مشاعرهم بالأخذ بأحوط الأقوال ولا أقل أحوط أقوال من يرجع إليه الحاضرون من المراجع.
3- نحن هنا لا نريد أن نقف أمام الإبداع وأمام التطوير بل المطلوب منكم دائماً وأبداً أن تواكبي العصر في وسائله تواكبي العصر في أدواته والتي يمكن استغلالها لتوصيل رسالة الحسين(ع) رسالة الإسلام ولكن التطوير محكوم بخطوط حكمت ما مضى من ممارسات وتحكم ما سيأتي . والمراد من هذه الدورة أن تساهم في توضيح هذه الخطوط الحمراء لكي يبقى العطاء عطاء ايجابياً منسجماً مع الأهداف الإسلامية لمثل هذه الشعائر.
والآن نبدأ بالحديث عن فقه الأعراس ليليها الكلام عن فقه المواليد:
فقه الأعراس:
ليلة العرس هي المحطة المهمة التي يُعلَن فيها عن بدأ انطلاقة مشروع الأسرة، والتي يراد لها – من منظور إسلامي- أن تشكِّل نواة صالحة لبناء مجتمع قويم يجسِّد فيه الإنسان خلافة الله (تعالى) في إعمار هذه الأرض بأطروحة " لا إله إلا الله". ولم يمنع الإسلام العظيم أتباعه من الإحتفاء بهذه المناسبة السعيدة والتعبير فيها عن فرحهم وسرورهم، بل دعا إلى ذلك وندب إليه، ولكنه- في الوقت نفسه – وضع ذلك كله ضمن ضوابط وأطر شرعية في عملية تنظيمية تريد لمظاهر الفرح أن تأخذ مسارها الصحيح، وأن لا تتغلب الخفّة على العاطفة المنضبطة الرشيدة فتفسد الأمور باسم الفرح، فإنه ليس من الصحيح أن يجعل الفرح والسرور مساوياً للانفلات والخفَّة، بل إنّ الفرح الحقيقي- والذي يعود بالخير والبركة- هو الفرح المنضبط بهداية الشريعة، والأخلاق.ومن هنا تكمن أهمية التزام ضوابط الشريعة وأحكامها؛ كونها تمثِّل الطريق المستقيم الذي يجب أن لا تحيد عنه الخطى؛ لئلا تزيغ عن الهدف، وتضلّ عن الغاية السامية من الخلقة.
وفيما يلي نستعرض ما يمكن أن يكون مورداً للتحريم الشرعي:

الأول: الغناء:
وردت الروايات التي تدل على حرمة الغناء ، وحرمة تعليمه وتعلمه وحرمة التكسب به واستماعه ، وأنه ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء الخضرة ، وأنه يورث الفقر والقساوة ، وينزع الحياء ، وأنه رقية الزنا ، ويرفع البركة ، وينزل البلاء كما نزل البلاء على المغنين من بني إسرائيل ، وأنه مما وعد الله عليه النار وبئس المصير ، وأنه غش النفاق ، وأن الغناء مجلس لا ينظر الله إلى أهله ، وأن استماع الغناء نفاق وتعلمه كفر . وأن صاحب الغناء يحشر من قبره أعمى وأخرس وأبكم ، وأن من ضرب في بيته شيئا من الملاهي أربعين يوما فقد باء بغضب من الله ، فإن مات في أربعين مات فاجرا فاسقا مأواه النار وبئس المصير ، وأن من أصغى إلى ناطق يؤدي عن الشيطان فقد عبد الشيطان ، وأن الغناء أخبث ما خلق الله وشر ما خلق الله ، وأنه يورث الفقر والنفاق ، وأن من استمع إلى الغناء يذاب في إذنه الإفك . وغير ذلك من المضامين المدهشة التي اشتملت عليها الأخبار .
تعريف الغناء:
الخميني- الكلبيكاني: ليس هو مجرد تحسين الصوت ، بل هو مده وترجيعه بكيفية خاصة مطربة تناسب مجالس اللهو ومحافل الطرب وآلات اللهو والملاهي ، ولا فرق بين استعماله في كلام حق من قراءة القرآن والدعاء والمرثية وغيره من شعر أو نثر ، بل يتضاعف عقابه لو استعمله فيما يطاع به الله تعالى.
الخوئي والوحيد: الغناء حرام إذا وقع على وجه اللهو والباطل ، بمعنى أن تكون الكيفية كيفية لهوية ، والعبرة في ذلك بالصدق العرفي وكذا استماعه ولا فرق في حرمته بين وقوعه في قراءة ودعاء ورثاء وغيرها.
زين الدين: الغناء هو مد الصوت وتلحينه على الكيفيات اللهوية المعروفة في مجالس اللهو وعند أهله سواء صحبه شئ من آلات الطرب أم لا ، ويميزه أهل العرف ، فما صدق عليه بين أهل العرف إنه غناء فهو منه . ولا فرق في حرمته بين أن يقع في أغاني عامية أو شعر عربي أو غير عربي أو في قراءة قرآن أو تلاوة دعاء أو خطبة أو في مراثي أهل البيت عليهم السلام أو غير ذلك ، ويتضاعف العقاب عليه إذا وقع في عبادة يراد بها طاعة الله سبحانه.
السيستاني: الغناء هو الكلام اللهوي شعرا كان أو نثرا - الذي يؤتى به بالألحان المتعارفة عند أهل اللهو واللعب ، وفي مقوّمية الترجيع والمد له إشكال ، والعبرة بالصدق العرفي ، ولا يجوز أن يقرأ بهذه الألحان القرآن المجيد والأدعية والأذكار ونحوها بل ولا ما سواها من الكلام غير اللهوي على الأحوط وجوبا .
الحكيم: الغناء وهو الصوت المشتمل على المد بنسق خاص من شأنه أن يوجب الطرب مع قصد اللهو به ، على النحو المعهود عند أهل الفسوق أيضا .
خامنائي: الغناء وهو ترجيع الصوت المطرب والمناسب لمجالس اللهو ويحرم الاستماع إليه أيضا .
الفياض: هو صوت وقع بكيفية خاصة ولهجة مخصوصة ، وهي الكيفية اللهوية لدى العرف العام ولم يرد في الشرع تحديد مفهومه بحدود معينة كماً وكيفاً ، فلذلك يكون المعيار فيه إنما هو بالصدق العرفي ، ولا فرق في حرمته بين وقوعه في قراءة قرآن أو دعاء أو رثاء أو غيرها .
استثناء الأعراس:
وهناك رأيان في المسألة:
الرأي الأول: عدم جواز الغناء مطلقاً حتى في الأعراس: ح
يث ذهب بعض الفقهاء إلى حرمة الغناء – ولو على نحو الاحتياط الوجوبي- بشكل مطلق ولم يستثنوا منه "الغناء في الأعراس". وبناء على هذا الرأي لا يجوز الغناء في الأعراس ويكون استعماله من المحرمات. وممن تبنى هذا الرأي السيد السيستاني حيث قال ما نصه: قد يستثنى من الغناء المحرم : غناء النساء في الأعراس إذا لم يضم إليه محرم آخر من الضرب بالطبل والتكلم بالباطل ودخول الرجال على النساء وسماع أصواتهم على نحو يوجب تهيج الشهوة ولكن هذا الاستثناء لا يخلو عن اشكال.
وفي استفتاء له قد سئل: ما حكم تسجيل ليلة الزفاف وغيرها من ليالي الأعراس التي تحتوي على غناء النساء فيما بينهن على أشرطة سمعية ( كاسيت ) ومرئية ( فيديو ) ثم قيام النساء بإعادة سماع ورؤية تلك الأشرطة في سائر الأيام الأخرى وذلك للذكرى والتسلية ومعرفة من كان حاضرا في تلك الليالي ؟ الجواب : لا يجوز . انتهى ، وهنا أفتى بالحرمة لأن الاستثناء لو تم – وهو غير تام - فإنما يتم في ليلة الزفاف وليس الاستماع له بعد ذلك داخلاً في الاستثناء.
الرأي الثاني: جواز الغناء في الأعراس ولكن بشروط:
أما الرأي الثاني فهو يجوّز "الغناء في الأعراس" ولكنه ضمن مجموعةٍ من الشروط، وقد اختلف الفقهاء فيها – سعة وضيقاً- فبعضهم تبنّى بعضها، وبعضهم أضاف أو أسقط بعضاً آخر وفيما يلي نستعرض الأقوال في المسألة:
الخميني: يستثنى غناء المغنيات في الأعراس ، وهو غير بعيد ، ولا يترك الاحتياط بالاقتصار على زف العرائس والمجلس المعد له مقدما ومؤخرا لا مطلق المجالس ، بل الأحوط الاجتناب مطلقا .
الخوئي والوحيد: يستثنى منه غناء النساء في الأعراس إذا لم يضم إليه محرم آخر من الضرب بالطبل والتكلم بالباطل ، ودخول الرجال على النساء وسماع أصواتهن على نحو يوجب تهييج الشهوة ، وإلا حرم ذلك . وفي ( صراط النجاة - الميرزا جواد التبريزي - ج 1 ص 371): سؤال 1016 : قد ذكرتم أنه يجوز للنساء الغناء في الأعراس بشرط عدم وجود المحرم كدخول الرجال عليهن ، فهل يختص بالأجنبي أم مطلق الرجال ؟ . الخوئي : نعم يختص بالأجانب منهم ، والله العالم .
الكلبيكاني: ( مسألة 1699 ): غناء المغنيات في الأعراس مشكل والأحوط تركه ، والأحوط على فرض الارتكاب الاقتصار على المغنية المملوكة دون الحرة والرجل والغلام ، وبشرط أن لا تستعمل فيه آلات اللهو ، ولا يكون المستمع رجلا ، ولا يدخل عليهن الرجال ، وأن يكون النكاح شرعيا دائما ، ويكون في حال زفاف المرأة إلى بيت زوجها .وفي استفتاء له في ( إرشاد السائل - السيد الگلپايگاني - ص 156): ( س - 567 - ) هل يجوز الغناء في الأعراس للنساء ، وهل يجوز استعمال الطبل كذلك أو غيره كالبرميل بنفس الكيفية ، وهل تشترط أمور أخرى ، وهل يختص بليلة الزفاف أم يشتمل ليالي العرس المتعقبة والمتقدمة كليلة الخطوبة أو العقد ؟ بسمه تعالى : لا يبعد جواز الغناء للنساء في الأعراس إذا لم يسمع صوتهن الأجنبي في ليلة الزفاف وإن كان الأحوط تركه ، وأما استعمال الطبل فحرام ، والله العالم .
زين الدين: يستثنى من ذلك غناء النساء في محافل العرس ، بشرط أن لا يصحبه شئ من المحرمات الأخرى كالضرب بالطبل والصنج أو على المعازف وكالرقص والحركات الخليعة والتكلم في الغناء بالكلام الباطل ، ودخول الرجال على النساء وسماعهم لأصواتهن على نحو يثير الشهوة وينشر الفساد ، فإذا صحبه شئ من ذلك كان حراما .
خامنائي: يجوز للنساء التغني في مجالس زفاف العرائس .
الفياض: يستثنى من ذلك غناء النساء في الأعراس بشروط : الأول : أن لا يضم إليها محرم آخر من الضرب بالطبل والتكلم بالباطل . الثاني : أن لا يدخل الرجال عليهن . الثالث : أن لا يسمع أصواتهن على نحو يوجب تهييج الشهوة ، وإلا حرم ذلك .

هذه هي الأقوال بالتفصيل ومجمل ما ذكروه من شروط- سواء كان على نحو الفتوى أم على نحو الإحتياط اللزومي (الوجوبي)- هو التالي على خلاف بينهم في السعة والضيق:

الشرط الأول: أن يكون الغناء في خصوص مجلس زفاف المرأة إلى زوجها:
وأدخل بعض الفقهاء (الإمام الخميني) - إضافة إلى مجلس الزفاف- « المجلسَ المُعَدّ له [أي للزفاف] مقدماً ومؤخراً » في دائرة الجواز أيضاً.والمقصود بالمجلس المُعد للزفاف مقدماً ومؤخراً هو ما يسبق مجلس الزفاف من أجواء احتفالية بمناسبة الزفاف والعرس، وما يتأخر عنها. فإذا كان الزفاف ليلة الجمعة – مثلاً- فيدخل الاحتفال الذي تقيمه النساء عصر الخميس أو صباح الجمعة، ويجوز الغناء للعرس – بشرائطه - في عصر الخميس ويوم الجمعة صباحاً لأنه مجلس أُعدّ للزفاف بناء على هذا الرأي.وبناء على ما تقدّم، فالذي يجوز من غناء النساء هو ما كان في خصوص مجلس الزفاف، أو في المجلس الذي أُعدّ قبل الزفاف أو بعده بحيث يوجد نوع من الاتصال يحكم – من خلاله العرف- بأن هذا المجلس الذي تغني فيه النساء هو مجلس مُعد للزفاف مقدماً ومؤخراً.والنتيجة – بناء على ذلك- أنه لا يجوز الغناء في مجلس العقد أو ليلته إذا كان مجلس العقد منفصلاً عن مجلس الزفاف أو لم ينطبق عليه عنوان « المجلس المُعدّ للزفاف»،كما هو المتعارف والشائع بين الناس - فعلاً- حيث يجرون العقد في زمن ويكون الزفاف بعده بفترة طويلة كأشهر أو سنة أو سنوات.وفي هذه الحالة لا ينطبق الشرط المذكور على مجلس أو ليلة العقد، فلا يجوز فيها الغناء.وكذلك لا يجوز الغناء في الحفلات - التي كثرت وتعدّدت في هذه الأيام([2])- والتي هي خارجة عن الضابطة السابقة.بل نص بعض الفقهاء – في بعض استفتاءاته- على أنه لو تم تسجيل غناء حفل الزفاف فإنه لا يجوز استماعه بعد ذلك لأن الجواز كان مشروطاً بمجلس الزفاف أو المجلس المعدِّ له مقدماً ومؤخراً وهذا خارج عنه.

الشرط الثاني: أن يكون الغناء من النساء لا الرجال:
فلا يجوز- بناء على هذا الشرط- أن يغني الرجال في الأعراس ويختص الجواز بالنساء فقط. ولا يشمل الجواز- أيضاً- ما يستخدمه البعض من تشغيل الغناء عبر الأجهزة المسجّلة - على اختلاف أنواعها - كما نص عليه بعض الفقهاء.وما عُرف عن([3]) سماحة آية الله العظمى السيد الخامنئي(دام ظله الشريف) من تجويزه سماع الأغاني اللهوية المسجَّلة عبر الكاسيت للمطربات في الأعراس قد أُزيل من الطبعات المتأخرة المنقّحة من رسالة "أجوبة الإستفتاءات"، بل نُص على عدم جواز هذا الصورة من الغناء في جواب استفتاء ورد على موقعه. وبناءً على ذلك: فلا يجوز لمقلدي هذا المرجع الجليل(حفظه الله) أن يستمعوا إلى غناء المطربات من خلال أجهزة التسجيل استناداً إلى تلك الفتوى التي عرفت حالها. على أنه ينبغي للإنسان الحريص على دينه أن يحتاط له مهما أمكنه؛ فلا يبادر لأدنى رخصة يجدها إلى ممارسة قد يرى حتى مرجعه أفضلية تركها، خصوصاً في الموارد التي يدور الخلاف فيها بين الفقهاء بين الحكم الإلزامي – وجوباً كان أو حرمة – والترخيص.

الشرط الثالث: أن لا يدخل الرجال(الأجانب)([4]) على النساء: ولا فرق - في ذلك – بين أن يكون الداخل عليهن هو العريس أو غيره إذا كان أجنبياً عنهن بل بعض الفقهاء منع من دخول الرجال مطلقاً فالجواز مشروط بما إذا لم يدخل الرجال على النساء ولم يختلطوا بالنساء فالمنظور في هذا الشرط هو عدم اختلاط الرجال بالنساء كما نص عليه البعض.
وبناء على ذلك: فإن ما يقع- أحياناً- من قبل بعض الناس- حيث يدخل العريس على محفل النساء في مثل هذه الحالات – ليس جائزاً شرعاً ويكون مصداقاً للمخالفة الشرعية.

الشرط الرابع: أن لا يسمع الرجال أصوات غناء النساء:
فلو كان الغناء بحيث يسمع الرجال الأجانب أصواتهن وهن يغنين بنحو موجب لتهييج الشهوة حرم الغناء لعدم تحقق شرط الجواز بل الأحوط اجتنابه وإن لم يستلزم حركة الشهوة .وبناء عليه فغناءُ النساء في الأعراس في مكبِّرات الصوت بحيث يصل صوت غنائهن إلى مسامع الرجال، أو غنائهن مع حضور الزوج(الأجنبي)([5]) الذي يسمع غنائهن وبالشرط المذكور غيرُ جائز شرعاً والاحتياط بأن لا يُسْمِعن أصوات غنائِهن الرجال مطلقاً.

الشرط الخامس: أن لا يكون الغناء بالقول الباطل:
وذلك فيما لو اشتمل على الكذب - مثلاً- أو ألفاظ الفُحش أو الألفاظ المُهيجة للشهوة الجنسية مما يؤدي إلى الفساد فلو أُدخل في الغناء بعض تلك الأمور أو شبهها - مما يندرج في الكلام والقول الباطل - حرم. ومن هنا فإن استعمال كلمات الأغاني المتعارفة عند المغنين والمغنيات والتي تشتمل – عادة – على مثل القول الباطل ليست بجائزة.

الشرط السادس: أن لا تستخدم في الغناء أدوات اللهو والموسيقى: وينحل لأمرين:
1- عدم استعمال الدفوف وما شابهها: فلا يجوز استعمال مثل الدفوف أو الطبول أو العيدان ونحوها من أدوات اللهو. وبالنسبة للدفوف لم يفرِّق بعضُ الفقهاء بين ما إذا كان مشتملاً على " الصنج" أو "الجلاجل "([6]) فاستعمال الدفوف – على هذا الرأي – حرام مطلقاً سواء اشتمل على " الصنج" أو "الجلاجل" أم لم يشتمل، وسواء أكان في الأعراس أم في غيرها. وقيّد البعض حرمة استعمال الدفوف بما إذا كانت مشتملة على ذلك.هذا بالنسبة لاستعمال آلات اللهو المعروفة كالدفوف والطبول والعيدان وما شابه ذلك. أما لو استعمل بدل الدف بعض الأواني أو غير ذلك مما ليس من آلات اللهو فهل يجوز أم لا ؟ الجواب: هو أن البعض من الفقهاء نصّ على الإشكال أو الحرمة في استعمال الأواني في هذه الحالة - أيضاً- فيما لو « كان الأمر بنحوٍ يناسب مجالس أهل الفسق أو اللهو».وفيما يلي نستعرض بعض الفتاوى:
1- السيستاني: الضرب على الميكروفون محل اشكال.
2- التبريزي: لا بأس بالضرب على الظروف البلاستيكية، واللّه العالم. وفي استفتاء لسماحته : هل يجوز الضرب بآلات غير الموسيقى بكيفية تناسب مجالس اللهو واللعب؟بسمه تعالى؛ إذا كان استعمالها على نحو استعمال آلات اللهو فلا يجوز، واللّه العالم.
3- ( صراط النجاة - الميرزا جواد التبريزي - ج 2 ص 290): سؤال 923 : بعض النساء في الأعراس إذا لم يحصل لهن الدفوف يضربن على بعض الأواني التي تحدث صوتا كصوت الدفوف ، ما حكم ذلك ؟ الخوئي : لا يجوز ضرب آلات اللهو أو بنحو ما يضرب في مجالس اللهو ، وإنما المستثنى الغناء لهن بشرط عدم ضم محرم . التبريزي : لا يجوز الضرب بآلات اللهو ، وأما الضرب على غيرها فيدخل في مطلق اللهو ، لا اللهو المحرم ، والله العالم .
4- ( إرشاد السائل - السيد الگلپايگاني - ص 159): ( س - 579 - ) هل المراد من الطبل كل ما يطبل عليه حتى مثل البرميل والطشت أو خصوص ما يعد من أدوات اللهو ؟ بسمه تعالى : لا يجوز استعمال الطبل المعد للهو ، بل كل آلة استعملت في مجالس اللهو عوضا عن آلات اللهو ولو لم تكن آلة معدة لذلك ، والله العالم .
1- خامنائي: أجوبة الاستفتاءات - السيد علي الخامنئي - ج 2 - ص 22 – 23: س 48 : هل يجوز الضرب على الأواني والأدوات التي ليست من آلات الموسيقى في حفلات الزفاف ؟ وما هو الحكم فيما لو انتقل الصوت إلى خارج المجلس وأصبح في معرض سماع الرجال ؟ ج : يدور الجواز مدار كيفية الاستعمال فإن كانت على النحو المتداول في الأعراس التقليدية فما لم تعد لهوية ولم تترتب عليها مفسدة من المفاسد لا إشكال فيها .
2- عدم استعمال الموسيقى: وذلك لأن الجائز من غناء النساء في الأعراس- بناءً على هذا الشرط- هو الغناء المجرّد من الموسيقى. وبالنسبة للموسيقى - التي يشترط خلو غناء النساء في الأعراس منها – فإنّ البعض أطلق ولم يقيِّدها بشيء، والبعض الآخر أضاف قيد « المناسبة لمجالس أهل اللهو والفسوق»، فغناء النساء في الأعراس إذا لم تصحبه موسيقى أو كانت الموسيقى غير مناسبة لمجالس اللهو يكون جائزاً على هذا الرأي.ومن هنا تعرف حكم ما تعارف عند البعض من استئجار "الفرق الغنائية الموسيقية" لمناسبات الأعراس فإنها- وبحالتها تلك- تجتمع فيها مجموعة من الإشكالات.

الشرط السابع: أن لا يكون معه رقص:
فجواز "الغناء في الأعراس" مشروط بأن لا يكون معه رقص. وقد جوّز بعض الفقهاء رقص النساء أمام النساء في مجلس الزفاف، وبعضهم قيّد الجواز بأن لا يكون على غرار إيقاع موسيقي منظّم و إلا حرم مطلقاً في مجلس الزفاف أم في غيره، حتى رقص المرأة أمام الزوج([7]).وقال بعض الفقهاء بأن الحرام من الرقص هو ما كان مؤدياً لتهييج الشهوة والفتنة أو كان موجباً لترتّب المفسدة وما سواه يكون جائزاً. وهناك - من بين الفقهاء – من حرّم كل ما يصدق عليه – عرفاً- عنوان الرقص.ومن هنا تعرف حكم ما تعارف عند البعض من استئجار "الفرق الغنائية الموسيقية" لمناسبات الأعراس فإنها- وبحالتها تلك- تجتمع فيها مجموعة من التجاوزات والإشكالات.

الثاني : الرقص:
من المحرمات التي قد تحصل في الأعراس الرقص وفيما يلي ننقل الأقوال فيه:
السيستاني: السؤال: هل يجوز الرقص في أيام مواليد الأئمة الأطهار ويكون الغناء على أهل البيت (عليهم السلام)؟ الجواب: لا يجوز على الاحوط.انتهى وفي الاستفتاءات الموجه لسماحته احتاط بتركه إلا من الزوجة لزوجها والعكس.
الخوئي: ( س ) هل يجوز الرقص والتصفيق للرجال في المناسبات كالأعراس وهل يجوز ذلك للنساء ؟ . ( ج ) لا بأس بها في نفسها ما لم يتضمن محرما كانضمام الرجال بالنساء ونحوه والله العالم . ( س ) ما الحكم حين يوجد المحارم أو النساء مع الزوج ؟ . ( ج ) يجوز مع الزوج والنساء دون الرجال أيا كانوا ( محارم وغيرهم ) .
الكلبيكاني: ( س - 566 - ) هل يجوز الرقص للنساء في الأعراس ، وما حكم إجرائه أمام العريس إذا كان محرما للراقصة ؟ وهل يجوز للمرأة الرقص أمام زوجها مطلقا ؟ بسمه تعالى : لا يجوز الرقص مطلقا ، إلا رقص الزوجة لزوجها فقط والله العالم .
(توضيح المسائل - الشيخ محمد تقي بهجت - ص 544 – 545): ( 2184 ) - في رقص المرأة في مجالس النساء إشكال ، وكذا في رقص الرجل في مجالس الرجال ، والأحوط وجوبا الترك فيهما .
(حواريات فقهية - السيد محمد سعيد الحكيم - ص 334): - ومن آلات القمار انتقل إلى الرقص ، فأسأل عن رقص الزوجة لزوجها من أجل إسعاده أو إثارته ؟ - يجوز لها ذلك . - ورقصها أمام زوجها بحضور جمع من النساء في حفلة مثلا ؟ - يجوز لها كذلك ، ولكن لا يجوز لها أن ترقص أمام غير زوجها من الرجال .
خامنائي: يحرم الرقص إذا كان بكيفية مثيرة للشهوة أو استلزم فعل الحرام سواء في ذلك الرجال والنساء ، وسواء كان أمام الأجانب أم المحارم . كما لا إشكال في رقص الزوجة أمام زوجها وكذا العكس إذا لم يستلزم فعل الحرام .
الحل البديل:
الابتعاد عن ألحان الغناء والاقتصار على النشيد البعيد عن أجواء اللهو والطرب وتضمين الشعر معاني التحميد والتكبير ومعاني الخير والخلق والبركة.وقد روى ابن شهر آشوب في مناقبه ما يلي: « أمر النبي بنات عبد المطلب ونساء المهاجرين والأنصار أن يمضين في صحبة فاطمة وأن يفرحن ويرجزن ويكبِّرن ويحمدن ولا يقولن ما لا يرضي الله» ([8]).وفي رواية الشيخ الطوسي([9])- في وصف زفاف سيدتنا الزهراء(عليها السلام)-: «... فإذا هو بجبرئيل في سبعين ألفاً، وميكائيل في سبعين ألفاً. فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): ما أهبطكم إلى الأرض؟ قالوا: جئنا نزفُّ فاطمة إلى زوجها علي بن أبي طالب فكبّر جبرائيل، وكبّر ميكائيل، وكبّرت الملائكة، وكبّر محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، فوقع التكبير على العرائس من تلك الليلة. » انتهى.

الثالث: الموسيقى واستعمال أدوات اللهو:
السيستاني: الموسيقى فما كان منها مناسبا لمجالس اللهو واللعب كما هو الحال فيما يعزف بآلات الطرب كالعود والطنبور والقانون والقيثارة ونحوها فهي محرمة كالغناء ، وأما غيرها كالموسيقى العسكرية والجنائزية فالأحوط الأولى الاجتناب عنها أيضا .
( إرشاد السائل - السيد الگلپايگاني - ص 156): ( س - 569 - ) هل المراد من الموسيقى المحرمة خصوص الموسيقى اللهوية أو كل ما يصدق عليه عنوان الموسيقى عرفا ؟ بسمه تعالى : يحرم كل ما يصدق عليه عنوان الموسيقى عرفا ، والله العالم .
الخوئي والتبريزي: الحرام في الكيفية هو ما يناسب مجالس الطرب واللهو ، وما يستعمل بالآلة المعدة للهو وإن لم يقصد بها اللهو ، والله العالم سؤال 1005 : هل يجوز استخدام بعض الآلات الموسيقية في المناسبات الدينية أو الأناشيد الإسلامية ؟ . الخوئي : لا مانع منه إذا كانت مشتركة ، وأما إذا كانت مختصة للمحرمات فلا يجوز استعمالها حتى في الكيفية غير المحرمة مثل ما ذكر ، والله العالم . السؤال 1023 : آلات الموسيقى كلها بطبيعة الحال معدة فيما يبدو للهو في هذا الزمان ، فلو فرض أن الموسيقى الصادرة عن هذه الآلات ليست مما يتعاطاه أهل الفسق والفجور جزما فهل تكون محللة ، وإذا كانت محرمة فهل إن صنع أمثال هذه الآلات بقصد الاقتصار في استعمالها على خصوص ما لا ينطبق عليه عنوان ( ما يتعاطاه أهل الفسق والفجور ) فهل هذا يغير الحال فيجيز الصنع والاستعمال والاستماع ؟ الخوئي : إذا عدت من آلات اللهو عرفا حرم استعمالها وصنعها مطلقا . التبريزي : يضاف إلى جوابه ( قدس سره ) : نعم إذا فرض خروجها عن آلات اللهو أو صنعت آلة مشتركة فلا بأس . سؤال 1024 : هناك آلات موسيقية مثل الطبل والمزمار والضرب بالأوتار من ضمنها العود والبيانو هل هذه آلات لهوية ، وهل صنعت للهو ؟ الخوئي : نعم واللعب بها والعزف عليها لا يجوز .
الخامنائي: لا يجوز استعمال الآلات الموسيقية لعزف الموسيقى اللهوية المطربة المتناسبة مع مجالس اللهو والطرب . والموسيقى المطربة هي التي تخرج الإنسان نوعا عن حالته الطبيعية ، وتشخيص ذلك موكول إلى العرف .
توضيح المسائل - الشيخ محمد تقي بهجت - ص 548: ( 2203 ) - يحرم استعمال الآلات اللهوية في اللهو مطلقا . والأحوط وجوبا الاجتناب عن استعمالها في غير موارد اللهو . أما الموسيقى فيحرم الاستماع إلى المطرب منها . والمدار في الإطراب على ما من شأنه ذلك فيحرم استماعه وإن لم يحصل منه الإطراب بالفعل للمستمع .

الموسيقى المشكوكة:
1- السيستاني : لا بأس به كما لا بأس بما يشك - من جهة الشبهة المصداقية - في كونه غناء أو ما بحكمه
2- التبريزي: هل يجوز الاستماع أو الضرب بالموسيقى المشكوكة كونها مناسبة لمجالس اللهو واللعب، وذلك للحد من انحراف الناس نحو استماع الموسيقى المحرمة قطعاً؟ بسمه تعالى؛ الأحوط ترك الضرب بها والاستماع إليها، وقد ورد في الروايات أن من ترك ما اشتبه عليه من الإثم فهو لما استبان له أترك، واللّه العالم.
3- (صراط النجاة - الميرزا جواد التبريزي - ج 1 ص 371): سؤال 1015 : كيف يعرف أن الغناء أو الموسيقى يناسبان أهل اللهو والطرب ، وما الحكم مع الشك في ذلك ؟ وعلى من يعول في معرفة ذلك ؟ الخوئي : يعول على العرف والمشكوك منه محكوم بعدم الحرمة . التبريزي : قد تقدم أن الأحوط الترك . سؤال 1437 : هل يجوز استماع الموسيقى التي يشك في كونها محرمة ، وما هو المعيار في تحريمها ؟ التبريزي : الموسيقى اللهوية يعني التي تناسب الغناء اللهوي حرام كحرمة الغناء ، وشك العامي قبل تعلم الحكم لا أثر له ، ولو فرض الشك بعد تعلمه فلا بأس بالمشكوك ، والله العالم .

الرابع: التصفيق:
1- السيستاني: يجوز ولكن لا ينبغي أن يحل محل الصلوات و الذكر .
2- الحكيم: التصفيق بنفسه ليس محرماً إذا لم يقترن بمحرم آخر، نعم الأحوط وجوباً اجتناب ما يكون منه على غرار إيقاع موسيقي منظّم. ولكن لا ينبغي التصفيق في المساجد والحسينيات حفاظاً على حرمة هذه الأماكن وقداستها.
3- السيد محمد الشاهرودي: التصفيق بنفسه لم نجد دليلا على حرمته لكن إذا كان في مجالس الرجال لابدّ أن تكون خالياً عن الملاهي وعن الألحان اللهوية المطربة ، وأما في مجالس النساء فكذلك تجب أن تخلو عن تلك الأمور ، وأيضاً أن لاتصل أصواتهنّ إلى الرجال .
4- التبريزي: لا يجوز التصفيق في مناسبات ميلاد الأئمة (عليهم السلام) وأفراحهم، ولا فرق بين كون ذلك في المأتم أو أي مكان آخر، فإن التصفيق لهو لا يناسب مقاماتهم (عليهم السلام). ولا بد أن يميز بين الزواج الذي لسائر الناس والأفراح المتعلقة بالأئمة (عليهم السلام).
5- الشيخ بشير النجفي: ما حكم التصفيق في الحسينية أيام الزواج ومناسبات مواليد أهل البيت عليهم السلام؟ وما حكم إذا ترتب على التصفيق في الحسينية خلاف بين الأخوة في هذا المسألة بين مؤيد لها ومعارض؟ ج: بسمه سبحانه: التصفيق وإن لم يكن محرماً إلا أنه أمر غير رزن وإبداء الاحترام أو الفرح به تسلل إلينا من الغرب كغيره من العادات والتقاليد القبيحة في نظر الملتزمين بالرزانة فعليه من المفضل أبداء الفرح بالمناسبات الدينية بالتكبير والتهليل والصلاة على النبي وآله ورفع الصوت مع الاتزان بذكر كلمة الجلالة مثل يا الله كما هو مألوف في حال الاستماع إلى التلاوة القرآنية بصوت حسن وإن حصل شجار أو خلاف بين مؤيد ورافض فلابد من حل النزاع بالتوافق وبضبط الأعصاب وهدوء النفس والله العالم.
6- الشيخ اللنكراني: ما حكم التصفيق بالأيدي بالنسبة للرجال في مناسبات أهل البيت وغيرها في مواطن الفرح المشروعة؟الجواب ـ بسم الله الرحمن الرحيم سلام عليكم : لا بأس به في نفسه إذا لم يكن وهناً، ولم يكن في المساجد والحسينيات فإنّ فيهما لا يجوز التصفيق. وعلى أي حال ينبغي في هذه المجالس ذكر المناقب والفضائل وإنشاد الأشعار في مدح أهل بيت النبي (عليهم السلام) وذكر الصلوات على النبي والآل صلوات الله عليهم أجمعين.والسلام. ( س - 564 - ) هل يجوز التصفيق للنساء وغير النساء في مولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم والعترة عليه السلام وغيرهما ؟ بسمه تعالى : لا يجوز ذلك ، والله العالم . ( س - 565 - ) ما حكم التصفيق في الأعراس وغيرها ؟ بسمه تعالى : لا يجوز إذا كان مناسبا لمجالس اللهو ، والله العالم .
7- السيد الخامنئي : ما هو حكم التصفيق الذي يترافق مع الفرح والإنشاد وذكر الصلوات على النبي وآله صلوات الله عليهم أجمعين في الاحتفالات التي تقام بمناسبة مواليد المعصومين وأعياد الوحدة والمبعث؟ وما هو الحكم فيما لو أقيمت مثل هذه الاحتفالات في أماكن العبادة كالمساجد وأماكن الصلاة في الدوائر والمؤسسات الحكومية أو الحسينيات؟ ج: عموماً لا بأس في التصفيق في نفسه على النحو المتعارف في احتفالات الأعياد، أو للتشجيع والتأييد ونحو ذلك. ولكن من الأفضل أن تعطَّر أجواء المجلس الديني بالصلوات والتكبير، خصوصاً في المراسم التي تقام في المساجد والحسينيات وأماكن الصلاة، لكي تحظى بثواب الصلوات والتكبير.
8- السيد الخوئي : هل يجوز التصفيق والتصفير إن كان يقصد بهما التشبه بالموسيقى والغناء ؟ الفتوى: الخوئي: لا بأس بهما في أنفسهما ، والله العالم.
9- (توضيح المسائل - الشيخ محمد تقي بهجت - ص 549 – 550): ( 2213 ) - يجوز التصفيق في مجالس الاحتفال - كمواليد الأئمة ( عليهم السلام ) - ومجالس الخطابة تشجيعا للخطيب إذا لم يبلغ حد اللهو .

الخامس : ما يحرك الشهوة من قول أو غزل أو يستلزم فساداً:
لا يجوز التلفظ بكل ما من شأنه أن يهيج الشهوة ويحركها ويخلق أجواء الفساد ويجر للحرام فإن ذلك محرم بالإتفاق.
السيستاني: السؤال: ما حكم الغزل في الشعر و قراءته ؟الجواب: التشبيب بامرأة مؤمنة حرام ولکن الغزل والنسيب أو قراءة الشعر الغزلي جائز نعم لو أثار الشهوة ولم تأمن من الوقوع فی الحرام فلا يجوز کما أن الاحوط استحبابا ترك ما يثير الشهوة منه مع الأمن من الوقوع فی الحرام. السؤال: هل يجوز التغّزل نظماً أو نثراً بامرأة غير معّينة أو بالنساء عمومًا ؟الجواب: إذا خلا عن التمنّي الحرام ونحوه , ولم تترتب عليه مفسدة أخرى , فلا باس .

السادس: الإختلاط بين الجنسين:
لا يجوز إذا كان مستلزماً للفساد ومؤدياً للتحلل الخلقي أو لتحريك الشهوة.
( صراط النجاة - الميرزا جواد التبريزي ): سؤال 1007 : هل يجوز اجتماع الرجال والنساء ( الأجانب بعضهم مع بعض ) سوية لانشاد الأناشيد الحماسية أو الدينية مع ما فيها من موسيقى وترقيق وتفخيم ومد في الأصوات وغيرها ؟ الخوئي : إذا لم يترتب عليه محرم من جهة الاجتماع أو منهما معا فلا بأس .

ملاحظة: لا ينبغي للمؤمنين ولا المؤمنات القيام بما من شأنه أن يضعف حالة الحياء التي يجب توفرها لصون العفة وللابتعاد عن مواطن الإبتذال ففي الرواية عن أمير المؤمنين (ع) : سبب العفة الحياء.
السادس : الكذب.

فقه المواليد:
يحرم فيها ما يحرم في الأعراس من الغناء والرقص وغيرها وتزيد عليها بـ:
الأول: حرمة هتك ما لا يجوز هتكه: ولذلك مصاديق منها:
1- صاحب المناسبة وزمانها : فلا يجوز القيام بما من شأنه أن يعد هتكاً لصاحب المناسبة أي المعصوم حيث أن هذا الاحتفال ينسب إليه وقد لا يناسبه بعض الحلال فضلاً عن الحرام . لذا نجد أن بعض الفقهاء أفتى بحرمة التصفيق في مناسبات أهل البيت كالشيخ التبريزي والشيخ اللنكراني وإن لم تكن في نفسها محرمة. وقد سئل السيد السيستاني عن الموسيقى في عزاء المعصوم فأجاب: يجوز بكيفية لا تناسب مجالس اللهو واللعب بشرط لا يكون استعمالها بحسب عرف المحل مشيناً بعزاء سيد الشهداء أرواحنا فداه . وفي بعض الاستفتاءات جعل المناط كونه مشيناً بحسب ارتكاز المتشرعة.
2- مكان الاحتفال : كالمسجد والمأتم فما كل مباح يجوز ارتكابه في مثل هذه الأماكن فالموسيقى المحللة لا يناسب أن تعزف في مثل المسجد أو المأتم. وفيما يلي ننقل بعض الاستفتاءات في ذلك:
أ‌- السيستاني: السؤال: تقام حفلات عقد قران في بعض المساجد ويحدث في خلال هذه الحفلات كلام من الحضور لا يليق بشان المسجد كإحداث ما تسمی بالنكتة المثيرة للضحك فهل يعد هذا التصرف هتكاً لحرمة المسجد؟الجواب: لا يعتبر كذلك إلا إذا تجاوز الحدود المتعارفة المعمولة.
ب‌- خامنائي: س 406 : في بعض المناطق ، ولا سيما في القرى ، يقيمون مجالس للأعراس في المساجد أي أنهم يقيمون مجلس الرقص والغناء في البيت ، ولكنهم يتناولون طعام الغداء أو العشاء في المسجد ، فهل هذا جائز شرعا أم لا ؟ ج : إطعام المدعوين في المسجد في نفسه لا إشكال فيه ، ولكن إقامة مجالس الأعراس في المسجد مخالفة لمكانة المسجد إسلاميا وغير جائزة ، وارتكاب المحرمات الشرعية من قبيل الاستماع إلى الغناء والموسيقى اللهوية المطربة حرام مطلقا .
ت‌- خامنائي: س 410 : هل هناك إشكال شرعا في بث الموسيقى المفرحة بمناسبة أعياد ميلاد الأئمة المعصومين عليهم السلام من المسجد ؟ ج : من الواضح أن للمسجد مكانة شرعية خاصة ، فإذا كان بث الموسيقي فيه لا يتناسب مع مكانته فهو حرام ، حتى وإن كانت الموسيقي غير مطربة .
3- المنشد : فقد يكون المنشد شخصاً لا يناسب أن ينسب لخدمة المعصوم فإنشاد المشهور بالفسق في مناسبات المعصومين قد يعد توهيناً وهتكاً لها.(( صراط النجاة - الميرزا جواد التبريزي - ج 2 - ص 563 – 564- سؤال 1743: إذا كان الرادود ( القارئ في مواكب العزاء ) فاسقا سواء كان متجاهرا أم لم يكن كذلك ، هل يجوز له أن يشيل في مواكب العزاء ، وماذا ينبغي للمؤمنين التصرف معه ، هذا مع عدم قبوله للنصح واصراره على المعصية ؟ التبريزي : إذا كان الرادود متجاهرا بفسقه ، أو كان عند الناس معروفا بذلك فتصديه لعزاء أهل البيت عليهم السلام يعد وهنا لعزائهم ( سلام الله عليهم ) ، والله العالم )).
4- التمثيل: وقد سئل السيد السيستاني بما نصه: هل يجوز تصوير أو إخراج مشهد يظهر فيه النبي محمد (ص) ، أو أحد الأنبياء السابقين ، أو الأئمة المعصومين (ع) ، أو الرموز التاريخية المقدسة على شاشة السينما أو التلفزيون ، أو على المسرح؟ الجواب: إذا روعي فيه مستلزمات التعظيم والتبجيل ، ولم يشتمل على ما يسيء إلى صورهم المقدسة في النفوس ، فلا مانع.

الثاني: اظهار ما لا يجوز اظهاره:
فهناك من المعاني والأسرار التي لا يناسب طرحها على الملأ فقد تجر للمذهب وهناً أو توجب عنه نفوراً لا سيما مع علم الرادود ببث كلماته في الفضائيات.

والحمد لله رب العالمين.





[1] - لاحظ مثلاً شهر رمضان تجده تحوّل من شهر عبادة إلى شهر مسابقات وحفلات وأكلات حتى أن الناس يأكلون فيه أكثر مما يأكلون في سائر الشهور ، ثم لاحظ نزاع الناس على إدارة المآتم ، وكذا لاحظ تدافع الناس في الطواف والجمرات وغير ذلك من الأمثلة الكثيرة .
([2]) كحفلة العقد أو "سفرة العجم" أو "حفلة الحناء"، هذا بالنسبة للحفلات المرتبطة بالعقد، ومثله في عدم الجواز ما كان سابقاً على الزفاف بزمن لا يرتبط بالزفاف ولا بالمجلس المُعدّ له - مقدما ومؤخراً – عرفاً. فكل تلك الحفلات لا تدخل في الضابطة التي ذكرها الفقهاء كشرط للجواز فتبقى في دائرة الحرمة.
([3]) جاءت هذه النسبة في رسالة "أجوبة استفتاءات" وإليك نصها:
> س51: هل يجوز الاستماع إلى الأغاني في الأعراس من خلال استخدام الراديو أو جهاز التسجيل (الأشرطة)؟
ج: لا مانع من الاستماع إلى الأغاني في مجلس زفاف العروس.< انتهى. وقد راجت هذه الفتوى بشكل كبير بين الناس خصوصاً وأنها قد نقلت على بعض الفضائيات وفي بعض الكتب الأخرى.
وقد حذفت هذه المسألة وجوابها في الطبعة الخامسة المنقحة. ويجدر التنبيه إلى أنه تم إدخال أكثر من تغيير على تلك الإستفتاءات وقد حذفت بعضها - كما في مورد مسألتنا وغيرها – وهذِّبت بعض الأجوبة كما في المسألة (49) من الطبعة الأولى والتي تسأل عن استعمال الدف في الأعراس والتي حُذف منها ذيل جواب المسألة بكامله. فلاحظ.
([4]) المقصود بالرجل الأجنبي - هنا- هو غير الزوج أو غير أحد المحارم (كالأب والأخ والعم والخال وما شابه) فابن الخال وابن العم الذي لا يرتبط مع المرأة بعلاقة زوجية هو أجنبي على المرأة ولا يجوز لها أن تتكشف أمامه، ورابطة النسب تلك لا تجوّز للمرأة أن تتكشّف أمامه كما يحدث- اشتباهاً أو تجاوزاً- في بعض الحالات.
([5]) سواء كان حضوره للتصوير، أم لتلبيس العروس الذهب، أم لغير ذلك، فكل تلك الأمور لا تبرِّر – شرعاً- للنساء الغناء بحضوره.
([6]) المقصود بها الحلقات المعدنية الصغيرة التي تصدر أصواتاً إذا ضرب الدف أو حرّك.
([7]) اختلف الفقهاء في رقص المرأة أمام زوجها، فبعضهم جوّزه وبعضهم منع منه ومن مطلق الرقص. وبعض مَن جوّزه اشترط أن لا يصاحبه شيء آخر كالموسيقى أو الغناء.
([8]) مناقب آل أبي طالب، ابن شهر آشوب: 3 / 130.
([9]) الأمالي، الشيخ الطوسي، ص 258.

الأحد، 12 يوليو 2009

البحرين في تقرير روسي عام 1906م

البحرين في تقرير روسي 1906م

مقدمة
يرجع هذا التقرير الروسي للعام 1906 م حينما قامت سفينة روسية برحلات منتظمة مرتين في الشهر للخليج وقد أعدت وثيقة تحت عنوان وصف عن الخليج العربي المعد من دائرة الإحصاءات الخارجية لوزارة القوات البحرية الروسية في 1906م وفيها عن الزيارات الروسية السابقة للخليج وجاء ضمن التقرير وصف لعمان والكويت والبحرين ونحن ننقل القسم الخاص بالبحرين .
الكاتب للتقرير هو : اوليج ردكين .
والناشر للتقرير هو : مجلة الوثيقة التي يصدرها مركز الوثائق التاريخية بمملكة البحرين في العدد 55 يناير 2009 م وهذا هو التقرير الخاص بالبحرين :

التقرير :

يملك الإنجليز جزراً كثيرة في الخليج والجزيرة الرئيسية ( البحرين ) في الأرخبيل تمتد إلى 27 ميلاً طولاً و10 أميال عرضاً . والجزر الصغيرة الأخرى هي كل من المحرق وسترا ونبيه صالح ( خصبة جداً ) والجزيرة ( جزيرة وفيها نخلة ) ، ويبلغ عدد سكان هذه الجزر 70 ألف نسمة ، والمدينة الرئيسية هي المنامة وتقع في جزيرة البحرين وعدد سكانها 25 ألف نسمة ويبلغ عدد سكان المحرق 22 ألف نسمة ، وتقع مدينة البديع في جزيرة البحرين ومدينة الحد في جزيرة المحرق ويبلغ عدد القرى في الجزيرتين مائة قرية ، ويشكل صيد اللؤلؤ الحرفة الرئيسية وتشارك فيه حوالي 900 سفينة ويتكون طاقم كل سفينة من 8 إلى 40 رجلاً ، وتنتج البحرين التمر والبرسيم وتوجد فيها حيوانات والحمير من نوع ممتاز . كما تنتج البحرين قماش الأشرعة والحصران من القصب ، وتبلغ صادراتها 9 ملايين روبل والواردات 10 ملايين روبل . _ انتهى التقرير _