الأربعاء، 18 فبراير 2009

أسرٌ بحرانية عاشت في القطيف


كثيرة هي الأسر والعوائل التي خرجت من البحرين واستوطنت أماكن وبلدان كثيرة منها الساحل الغربي لإيران مثل بوشهر ، والمحمرة وفي عبادان وربما نتعرض لبعض هذه العوائل كما سكن جماعة شيراز واصفهان واستوطن آخرون بهبهان حتى نمت لهم أجيال لا تنطق العربية مع أنهم أبناؤها وعاش أجدادهم على أرض البحرين ولكن الظروف السياسية وكثرة الحروب التي عاشتها البحرين في صراع مرير على تملكها بين عدة جهات تتنازع كان أهلها يبحثون عن السلام والعيش الهادئ بعيدا عن الصراعات فمن عاش في هذه الجزيرة عرض نفسه للموت والقتل أو الإضطهاد .
ومن هذه المهاجر التي هاجر لها جماعة غير قليلة من أهل البحرين كانت منطقة القطيف وهناك عوامل تجعلها أكثر مقصداً من غيرها يمكن أن نلخصها فيما يلي :
1- وحدة الإنتماء الديني والمذهبي
2- العروبة
3- وحدة العادات والتقاليد والطبائع
4- القرب الجغرافي
5- وجود نسب تاريخي قديم وارتباط جذري بين البحرين والقطيف أقرب حتى من الإحساء .

لهذه الأمور كانت القطيف مقصداً لكثير من العوائل التي خرجت من البحرين للظروف القاسية والشديدة .
وليس بحثي هذا قد تقصى الواقع بأكمله وإنما هو حصيلة قراءات وتتبعات لبعض هذه العوائل والأنساب فمن هذه العوائل نذكر مايلي :-

1- أسرة البلادي : تنسب لقرية ( البلاد القديم ) ولها ينتسب مجموعة من العلماء كالشيخ أحمد بن جمال البلادي ، و منهم صاحب ( أنوار البدرين ) والغريب أن يدعي بعض أبنائه أن أصولهم من الإحساء وليس البحرين من البطّالية حيث كانت تدعى قديماً بالبلاد مع أن نفس صاحب الأنوار يقول في الكتاب أنه أصوله من البلاد القديم من البحرين . وتعرف هذه الأسرة بالقديحي _ لأنهم سكنوا في القديح _ وآل حاجي أيضاً .

2- أسرة ( أبي المكارم ) وتعرف بالأصل بأسرة ( التغلبي) و (الجدعلاني ) نسبة لقرية جدعلي بالبحرين و( الستري ) نسبة لقرية سترة حيث تنقلت لعدة قرى وقد انتقل جماعة من هذه الأسرة للعوامية في القطيف كالشيخ محمد بن عبد الله بن أحمد الستري والذي اشتهر بلقب أبي المكارم وابنه الشيخ جعفر العالم الفقيه الجليل الذي سكن العواميّة ورجع ليموت ويقبر في مقبرة الشيخ ميثم البحراني وابن الشيخ جعفر كان عالما فاضلا يقيم الجمعة في سترة بالبحرين وعاد للقطيف وتوفي في سيهات وللشيخ علي هذا ولد فاضل وخطيب معروف هو الشيخ مجيد صاحب كتاب المنح الالهية في المجالس العاشورية عاش في سيهات . وهذه الأسرة هي فرع لعائلة الستري التي ينتمي لها العالم الفاضل الشيخ منصور الستري القاضي رحمه الله فهم أبناء عمومة .

3- عائلة ( آل عصفور ) وهي عائلة غنية عن التعريف أصولهم في الدراز _ إحدى قرى البحرين _ معروفة ويلقبون بالدرازي وقد نقل الشيخ يوسف العصفور رحمه الله في كتابه اللؤلؤة كيف أن أسرته تنقلت من البحرين إلى القطيف أيام دخول العتوب إلى البحرين ، وما زالت هذه العائلة لها امتداد معروف في القطيف إلى يومنا هذا .

4- عائلة ( الخنيزي ) وهي من أشهر الأسر العلمية في القطيف ذكر في كتاب شعراء القطيف أن أصولهم من أوال وهي جزيرة البحرين وقد نزحوا عنها حدود القرن العاشر الهجري واستوطنوا القطيف ومازال هذا المسمى موجود في البحرين في بعض العوائل وقد برز من هذه العائلة الشيخ أبو الحسن الخنيزي الفقيه المعروف وهو علي بن الحسن توفي 1363 هـ والشيخ عبد الحميد الخنيزي توفي مؤخراً في القطيف ، ومنهم الشيخ الفاضل الشيخ علي بن حسن بن علي الخنيزي ( أبو عبد الكريم ) وقد توفي في البحرين سنة 1362هـ وهي أسرة معروفة إلى يومنا في القطيف .

5- أسرة ( آل رقيّة ) وهم في الأصل من قرية البلاد القديم ولهم امتداد إلى اليوم في القطيف ذكر التاجر في المنتظم مجموعة من الفضلاء من هذه الأسرة .

6- أسرة ( البلادي ) وهي غير أسرة البلادي التي ينتمي لها صاحب أنوار البدرين وهم من ينتسبون لقرية البلاد القديم أيضاً وينتسبون إلى الشيخ إبراهيم بن علي البلادي من القرن العاشر الهجري وله ديوان مبسوط معروف بجامع الرياض ومنهم الشيخ عبد الحسين بن يوسف بن الشيخ حسن البلادي معاصر للشيخ أحمد بن زين الدين الإحسائي وقد تصدر للإفتاء في بلدة القطيف بأمر الشيخ الإحسائي .

7- أسرة ( آل أبي سرور) ازدهر من هذه الأسرة علمان هما الشيخ خميس والشيخ إبراهيم ابنا سالم بن أبي سرور التميمي البحراني سكنا تاروت بالقطيف سنة 1006 هـ وقد مدحهما أبي البحر الخطي في ديوانه ولا علم لي هل لهما ذرية الآن في القطيف أم لا ؟

8- أسرة ( الشويكي ) كانت أصولهم من قرية أبي أصبع بالبحرين وانتقلوا للعيش في القطيف ونزلوا قرية الشويكة بها نبغ منهم الشيخ عبد الله بن محمد بن حسين الشويكي ، والشيخ محمد بن عبدالله ، والشيخ مرزوق بن محمد الشويكي . وكلهم من الملازمين لعلامة البحرين الشيخ حسين العصفور البحراني ودونوا عنه الكثير من المؤلفات .

9- أسرة ( آل طعّان ) وهي أسرة معروفة أصلها من جزيرة سترة بالبحرين ويقال أنهم من مركوبان في سترة على وجه التحديد منهم الشيخ الفاضل صالح بن طعان توفي في مكة المكرمة حاجاً سنة 1281هـ ومنهم ابنه الشيخ أحمد بن صالح مرجع القطيف وقد توفي في البحرين سنة 1315هـ وله ابن اسمه الشيخ محمد صالح وصفه الطهراني بالفقيه توفي في كربلاء 1333هـ ودفن بصحن الإمام الحسين وهو العام الذي انتشر فيه الطاعون وهذه الأسرة لها امتدادان في البحرين والقطيف إلى يومنا هذا .

10- عائلة ( آل عبد الجبار ) وأصولهم من البحرين من قرية سار نبغ منهم فضلاء كثيرون منهم أساطين في العلم والأدب وأعلامهم كثر وهم غنيون عن التعريف يمكن مراجعة أنوار البدرين وأعلام الثقافة فقد أحصيا جمعاً منهم وفي البحرين الكثير من مخطوطات هذه الأسرة .

11- أسرة السادة ( العوامية ) أصولهم من البحرين لم يحدد النويدري في أسر البحرين العلمية قرتهم الأصلية منهم السيد هاشم بن سعود بن هاشم الموسوي العوامي البحراني وابنه السيد ماجد متوفي سنة 1376هـ .

12- أسرة ( العُوّى ) جاء في شعراء القطيف بأنهم يعرفون بأسرة آل درويش وفي ديوان محرك الأشجان للحاج أحمد بن عبد الله العوى أنهم ينتسبون للبحرين .


13- أسرة ( المحروس) ذكر الشيخ فرج العمران في الأزهار الأرجية أن أصولهم من البحرين ومازالت بيوتهم موجودة للآن وامتدادهم موجود وفي القطيف لهم فروع أيضاً .


وهناك أسر كثيرة ايضاً أعرضنا عن ذكرها لعدم التحقق :

المصادر :
1- الأزهار الأرجية
2- أسر البحرين العلمية للنويدري
3- أعلام القطيف
4- أنوار البدرين
5- أعلام الثقافة
6- مجلة الواحة

البحرين في تقارير بريطانية

البحرين في تقرير بريطاني سنة 1904 م

هذا تقرير طبعته الحكومة البريطانية عن البحرين في العام 1904 م ولكنه أقدم من هذا التاريخ ، وقد نشر للمرة الثانية في العام 1915 م وفيه بعض المعلومات والإحصائيات والمشاهدات يمكنها أن تعطي فكرة عن جزء من الواقع وبعض الإحصائيات التي ربما تكون مفقودة بالإضافة لبعض المعلومات . والتقرير يتكلم عن مدى تغلغل القوات التركية في الخليج والإحساء وقطر ونحن نضع القسم الخاص بالبحرين فقط :

البحرين
جزيرة البحرين يحكمها الشيخ عيسى (بن علي آل خليفة)، وهو أمير مستقل من عرب العتوب يتمتع بحماية الحكومة الهندية (البريطانية)، ويبلغ طول الجزيرة سبعة وعشرين ميلاً، وعرضها عشرة أميال. والبحرين في معظمها أرض منخفضة جداً، والأرض المرتفعة الوحيدة فيها هي بركان خامد يتوسطها. أما البحر الذي يفصل الجزيرة عن اليابسة الممتدة الى الجنوب والجنوب الشرقي، فضحل المياه في العديد من المواقع ، مع أنه عميق نوعاً ما في الجهة الشمالية.
ويقدر عدد سكان البحرين بسبعين ألف نسمة، يسكن في كل بلدة من البلدتين الكبيرتين: المنامة والمحرق، ثمانية آلاف نسمة، وهذه الأخيرة تقع في جزيرة منفصلة الى الشمال والشرق، في حين يقال بأن هناك نحو عشرين ألفاً آخرين يسكنون بلدة الحدّ، وهي بلدة قريبة من المحرّق، وتتصل بها براً حين يكون البحر جزراً، ويسكن البقية في قرى أصغر حجماً. وجميع البلدات الكبيرة موجودة عند النهاية الشمالية للجزيرة، وتحيط بهذه البلدات بساتين أشجار النخيل الشاسعة، وهذه البساتين مضافاً إليها البرسيم المستخدم في تهيئة العلف، تمثل وتشكل كلّ مزروعات الجزيرة.
معظم السكان يعملون في مجال صيد اللؤلؤ، وهم يعتمدون اعتماداً كلياً على العالم الخارجي من أجل طعامهم ومؤونتهم، حيث يتم استيراد الأرز من الهند وكذلك وبشكل جزئي يستورد القمح، أما الجزء الاخر فيستورد من الموانيء الفارسية.
كما وتستورد الجزيرة الأسلحة النارية بكميات كبيرة، تصل قيمتها الى لاك من الروبيات (100000روبية) في العام. ومعظم هذه الأسلحة إن لم يكن كلّها، من نوع بنادق المارتيني ـ هنري MARTINI-HENRY ،وكذلك بنادق القربيّة CARBINE ، وتباع الواحدة منها بمائة روبية، وتجد معظم هذه الأسلحة، إن لم تكن كلها، طريقها الى ساحل شبه الجزيرة العربية(7).
هناك معتمد لحكومة صاحب الجلالة (البريطاني) يقيم في المنامة.
والمناخ في المنامة شديد الحرارة في الصيف، والفترة من العام الممتدة بين شهري نوفمبر وإبريل معتدلة الطقس وجوّها لطيف منعش، أمّا في فترة منتصف الشتاء فيكون الطقس بارداً جداً.

المصدر : نشرته عدة مجلات وقد نقلته عن مجلة الواحة في العدد : الأول سنة 1995 م